قبل فترة اضطرتني الاحوال الجوية ان اعتزل الحياة خارج المنزل لعدة ايام ، وان اقضي ساعات طوال امام التلفاز او اتصفح اجهزتي المحمولة وفضاءات الانترنت الرحبة ، كنت أنتقل من الفيسبوك الي تويتر او انستجرام والنت فليكس والواتس اب ، وغيرها ، وفي نهاية اليوم ،اجد هذه المواقع تخاطبني كتابة ، وتقول لي لقد زرت هذه الصفحة منذ دقائق او ساعات ، او حتي شهر ، ثم تقترح علي ان اقرأ هذا المقال او هذا الموضوع او هذه الصفحة وتطلب مني ان اشاهد مقطع الفيديو هذا او ذاك ، لقد تفاجأت ان هذه المواقع مثل اليوتيوب وغيرها تراقبني وتلاحقني بل تعرف عني الكثير وما هي اهتماماتي وماذا احب وماذا اكره ، وماهي المواضيع والامور التي تهمني او لا احب ان اتعرض لها ، الخ .
عزيزي القارئ ، هذه المعرفة الجارفة بيني وبين فضاءات الانترنت وتطبيقاته تولدت نتيجة تزاوج البرمجة الصناعية الذكية والخوارزميات والتي نجحت في تطبيقها علي برامج التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها ، والتي مكنت ايضا مواقع ومنصات الشراء والخدمات عن بعد مثل بوكينج دوت كوم وامازون وعلي بابا وغيرها من تقديم مقترحاتهم ، لتسويق بضائعهم وبيعها علينا.
الذكاء الاصطناعي سيكون العلامة الفارقة في حياتنا العصرية القادمة ، كل شئ يعمل ويتوقف ويخاطبنا ويستجيب لطلباتنا بل يتنبأ بها بمجرد التفكير فيها ، فلا تندهش يا صديقي ، ان ادار التلفون قرصه اوتوماتيكيا كي تحادث ابنتك من تلقاء نفسه ، او اعد قائمة بالمشتروات وارسلها للبقالة وفق احتياجاتك ، بل ان كرسي الحمام والمرآة اخذا عينات وصور تشريحية لجسمك وارسلاها الي المختبرات الطبية بهدف فحصها وفق الدورة الصحية لك ، الخ.
كل تلك التطورات والتحولات في حياتنا ستضع امامنا اسئلة مصيرية جديرة بالتفكير فيها والبحث عن اجابات لها من الان.
** كيف ستكون العلاقات الاجتماعية بين الاسرة والعائلة الواحدة.؟
** ما مصير القراءة والكتابة التقليدية ونحن ننتقل بفعل التطور التكنولوجي الي الاوامر التخاطرية والتلبثية؟ !
** كيف ستكون احوال العالم بعد تعزيز قدرات الانسان العقلية والجسمانية ؟ !
** ماهي التحولات التي ستطال المدارس والجامعات والمعاهد التقليدية ، وما هي الكيفية التي ستكون عليه المنظومة التعليمية.؟
** كيف سيستوعب البشر تحولات الرعاية الصحية والتي ستتم وتؤدي عن بعد وبعضها عن طريق الاجهزة الذكية؟ !.
وهناك مئات الاسئلة التي يجب ان نطرحها ونفكر فيها ونجد اجابات لها استعدادا للمستقبل!
وباختصار شديد ، ستكون هناك تحولات جذرية في حياتنا نتيجة الوصول السهل واللحظي ، لكم هائل من المعلومات ، والقدرة علي الحركة والتنقل السريع من مكان الي اخر ، يكاد ان يكون في لمح البصر ، ووفرة في الوقت والجهد والتكلفة في اداء الاعمال ، وثورة متعاظمة في الابداع والابتكار وطرق التفكير الانساني المعزز !
اعزائي ، مصيرنا ومصير الاجيال القادمة متوقف على مشاركاتكم في الاجابة عن تلك الاسئلة وغيرها.