الدولية

المرأة العراقية في مرمى جرائم إيران

البلاد – مها العواودة

في تحول جديد لمسار مواجهة وقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية في العراق، باتت حرائر بلاد الرافدين في مرمى الاستهداف بالقتل والاعتقال، كفرصة ثمينة لمليشيا إيران وأذرعها الإرهابية والأحزاب الفاسدة لإجهاض الانتفاضة المشتعلة، ولي ذراع المنتفضين في الساحات والميادين،

حيث تشهد انتفاضة تشرين حضورًا قويًا ولافتًا للمرأة العراقية الثائرة، أيقونة الثورة، ورمز العطاء والنضال الوطني ومقاومة الاحتلال الفارسي؛ فهي أم الشهيد والجريح والمعتقل، وهي الشهيدة والجريحة والمختطفة في ساحات العراق الغاضب على الفساد وتدخلات إيران السافرة في شؤون البلاد.

• وسيلة ضغط
أكدت الإعلامية النرويجية من أصول عراقية جنة الربيعي، أن استهداف المتظاهرات وسيلة من وسائل الضغط الحكومي والأحزاب، للسيطرة على الشارع العراقي والغضب الشبابي،

حيث كان ومازال دور المرأة العراقية كبيرًا في مجالات الحياة كافة، وسيما في وقت الأزمات وما تمر بها البلاد حاليًا من انتفاضة شبابية ضد الفساد، والمطالبة بالحقوق والعيش الكريم، فقد وقفت المرأة بكل قوتها إلى جانب الرجل منتفضة على الأوضاع المتردية، وقدمت مشاركات مشرفة في إسعاف المصابين وتحضير وجبات الطعام للمتظاهرين، وغير ذلك من مساعدات الدعم والإسناد.

• دور لافت
من جانبها قالت الباحثة في الشأن العراقي د.وصال الدليمي، إن دور المرأة العراقية في هذه الانتفاضة لافت جدًا، حيث شهدت ساحة التحرير تجمعا كبيرًا لنساء من مختلف الطبقات؛ موظفات وطبيبات ومهندسات ومدرسات وممرضات، والتكاتف في تزويد المتظاهرين بالغذاء والماء والاسعافات وتضميد الجرحى، بل حتى طالبات كلية الطب يكنسن الشارع وينظفن الأماكن في ساحات التظاهر، وسجلت وزارة الصحة استشهاد بعضهن.

• ردة فعل عكسية
وأشارت إلى أن هذه اللحمة الوطنية بين العراقيين، جعلت مليشيات الأحزاب الحاكمة تلجأ إلى خطف الناشطات تبعا لسياسة لي الذراع، لأنهم يعرفون أخلاقيات العراقيين ومدى حرصهم على أعراضهم، فأرادوا أن ينالوا من الثوار وأهالي الناشطات بهذه الطريقة اللأخلاقية، وطمعا منهم أن تنسحب النسوة من الساحة، لكن ردة الفعل كانت العكس تمامًا، حيث شهدنا زيادة في عدد المتظاهرين والناشطات والنساء بشكل عام حرصًا، وإصرارًا من الشارع العراقي على أخذ حقه وطرد الفاسدين من الحكم.

• تخبط حكومي
في السياق أكد الإعلامي العراقي عاصم الحديثي، أن تواجد المرأة العراقية في ساحات الاعتصام والتظاهرات، سواء في العاصمة بغداد أو المحافظات الجنوبية والوسط، جاء دعمًا ومساندة للشباب الغاضب في ساحات التظاهر؛ فالمرأة العراقية بجانب أخيها وابنها في الساحات،

مضيفًا بأنه ليس بغريب قمع الحكومة للناشطات المدنيات اللاتي استطعن تفعيل وتنشيط حركة التظاهرة في بغداد وجنوبها، حيث تم قبل عدة أيام اختطاف ناشطة بالقرب من منزلها، وهذا المسار يدل على تخبط الحكومة وتخوفها، نتيجة تزايد المتظاهرين ودعمهم لمواصلة التظاهر حتى تحقيق المطالب العادلة.

• الكاميرات فضحتهم
وقال المحامي عبد الكريم القاضي إن عدسات كاميرات الصحفيين والناشطين في العراق، أظهرت أكثر من مشهد للاعتداء على السيدات المنتفضات، ويجب ردع أمثال هؤلاء الإرهابيين وإنصاف الضحايا، الذين سقطوا خلال ثورة الشعب العراقي، وجعل المعتدين عبرة لغيرهم،

وإنزال أقصى العقوبات بهم، ففي الوقت الذي تحرص فيه الدول على تمكين المرأة وتعظيم دورها في المجتمع، نجد من يعمل على الاعتداء عليها وتهديدها وإهانتها، والتقليل من شأنها والحرص على مهاجمتها، وهذا مخالف للإسلام والمنطق والعقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *