الدولية

بأي ذنب يُقتل شباب العراق الغاضب؟

البلاد – مها العواودة

تشكل انتفاضة بلاد الرافدين المشتعلة والتي انطلقت شرارتها بسبب تردي الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد، والهيمنة الإيرانية، بداية خريف الأطماع الإيرانية في العراق، فصبر شعب بلاد الرافدين بشأن نفوذ وتورط نظام الملالي في بلادهم قد نفد، حيث باتت مصالح طهران تستنزف خيرات العراق، أما المصالح العراقية فلا حساب لها.
والسؤال : بأي ذنب يتم قتل شباب العراق الغاضب برصاص ميليشيات مسلحة تابعة لإيران في شوارع وميادين العراق حيث سقط المئات من الضحايا والمصابين مضرجين بدمائهم ليس لهم ذنب سوى أنهم ينتمون إلى هذه الأرض العربية التي ترفض الدخيل.

محللون سياسيون ومراقبون أكدوا لـ ” البلاد” أن تلك الأوضاع أفرزت انتفاضة على الأحزاب وبعض السياسيين من عملاء إيران، لوقف تلك الأطماع ، مشيرين أن انتفاض العراق بداية النهاية للمشروع الإيراني، وهو الأمر الذي يرعب خامنئي ودفعه لإصدار أوامره للميليشيات الخاضعة لسيطرته في العراق لاستعمال قبضتها الحديدية تجاه المتظاهرين العراقيين.

وأكد المحللون أن مطالبة الملايين من العراقيين بتعديل الدستور وإجراء انتخابات مبكرة يصعب تحقيقه في ظل التدخلات التي عرقلت السياسات وتسببت في نشر الفقر والجوع وانتهاك كرامة الإنسان، وأن الحلول الجزئية لن تعالج التحديات الكبرى للتنمية المستدامة والسنين الطويلة من الفقر والبطالة.


يقول الكاتب والمحلل السياسي نظير الكندوري لـ “البلاد” أن المواجهة الدامية لتلك التظاهرات أسقطت عشرات القتلى والجرحى، ولم يسلم من هذا العنف مراسلو الصحف والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة ، مؤكداً أن المتوقع للأيام المقبلة استمرار التظاهرات وبزخم أكبر، واستمرار أجهزة النظام العراقي في قمعها للتظاهرات إلى أن تصل الأمور الى حالة الانفلات الأمني الذي سوف تعمل عليه المليشيات بأوامر إيرانية، حتى الوصول إلى حالة أن يقول الشعب المنتفض أن هذا الانفلات الأمني بسبب التظاهرات وأن الأسلم هو العودة للبيوت وبهذا يتم اجهاض انتفاضة العراق الغاضبة من التدخلات وسوء الأوضاع.

وأشار إلى أن مطالب الشعب العراقي وصلت إلى مرحلة مختلفة عن السابق وهي المطالبة بإعادة كتابة الدستور مرة أخرى بمعايير وطنية لا طائفية، وكذاك إجراء انتخابات تحت اشراف دولي بمعزل عن الأحزاب التي شاركت بالعملية السياسية الحالية التي أثبتت عدم كفاءتها ونزاهتها بشكل عام ، لافتاً إلى ضرورة أن يقوم المتظاهرون بتشكيل هيئة أو لجنة من الأعيان ورؤساء النقابات وشيوخ العشائر والأكاديميين والإعلاميين، لكي يساهموا بالحوار مع المجتمع الدولي لتشكيل رأي موحد للمطالبة بتنفيذ تلك المطالب التي يرفعها المتظاهرين.

أما الأكاديمية والباحثة العراقية د. وصال الدليمي فقالت إن :” انتفاضة الشباب العراقي بوجه الفساد والتدخل الإيراني الذي أضاع البلاد، تعد الغضبة الأقوى والأكثر اتساعا في الشارع العراقي منذ سقوط بغداد عام 2003 ، ترافقها تجاوزات كثيرة على حقوق الإنسان من اعتداء وخطف واعتقال وقتل باستخدام السلاح الحي، مؤكدةً انحراف مسار سلمية الانتفاضة في مدن جنوب العراق حيث حدث قتال بين فصائل مسلحة تصفية لحسابات قديمة، وتم حرق عدد من المباني ومقار الأحزاب من قبل المتظاهرين، وأن الشارع العراقي مقبل على الانفلات الأمني خصوصا في مدن الجنوب، وشيوع الفوضى في كافة أنحاء البلاد إن لم يتم انقاذ العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *