جدة – البلاد
تولي المملكة واليابان اهتماماً خاصاً لتعزيز الشراكة والاستثمار، حيث يرتبط البلدان بعلاقات تجارية واقتصادية متينة ركيزتها المصالح المتبادلة، وتؤكّد الزيارات المتبادلة على كافة المستويات الحرص المشترك على تعزيز وتقوية هذه الشراكة الشاملة والعلاقات المتميزة على مدى نحو 6 عقود.
وفي هذا الإطار شهدت العاصمة اليابانية طوكيو أمس، فعاليات منتدى أعمال الرؤية السعودية اليابانية 2030، الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO)، وذلك بحضور وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ محمد التويجري، ووزير الاقتصاد والصناعي الياباني ايشو سوقاوارا، ووزير الدولة للشؤون الخارجية كي ايسوكي وزوكي، بحضور أكثر من 300 مشارك من البلدين ، وتضمنت أعمال المنتدى حلقات نقاشية تناولت موضوعات السياحة والترفيه، والابتكار والإنتاجية، وشارك فيها عدد من كبار المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين من الجانب السعودي والياباني.
وفي كلمته أشار الدكتور القصبي إلى أن هذا المنتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة والراسخة بين البلدين الصديقين، والتي ترتكز على أسس متينة على مدار سبعة عقود بدأت منذ عام 1950م مضيفا بأن المملكة حرصت على تحسين بيئة الأعمال وتحفيز القطاع الخاص وزيادة فعاليته وعمله في بيئة استثمارية جاذبة وعادلة ومحفزة، حيث أطلقت حتى الآن 13 برنامجًا لتحقيق أهداف الرؤية الطموحة وحددت ما يزيد عن 300 إصلاح اقتصادي، بلغت نسبة ما تم تنفيذه منها 62%، كان من ضمنها تطوير وإصدار أنظمة وتشريعات جديدة مثل التملك الأجنبي الكامل في عدد من القطاعات الاستثمارية الاستراتيجية في المملكة،
وتسهيل إجراءات ورحلة المستثمر. من جانبه ذكر وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار لجذب وتطوير الاستثمار سلطان مفتي أن الرؤية المشتركة تعد نافذة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة واليابان، ومنوهًا بأن البلدين يهدفان إلى استدامة التعاون الثنائي بما يخدم الاقتصاد والازدهار في كلا البلدين، وأضاف بأن مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال المنتدى تضمنت عددًا من النشاطات كان على رأسها التعاون في المجال الأكاديمي.
من التجارة إلى الشراكة
وتستهدف الرؤية السعودية اليابانية نقل العلاقة المتينة من مجرد تبادل تجاري في صادرات البترول واستيراد السيارات إلى أن تكون شراكة إستراتيجية وفق الرؤية المشتركة، من خلال إطلاق المشاريع والمبادرات المشتركة في عدد من القطاعات، ومن أبرزها الصناعات التنافسية، والطاقة والبنية التحتية، وخصوصًا التعاون في مجالات تحلية المياه، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والإعلام والترفيه، والرعاية الطبية.
وتنص الرؤية المشتركة على إطلاق المبادرات التي من شأنها تسهيل أداء الأعمال بين البلدين، والتعاون في مجال الأسواق المالية، وتطوير إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول، ومجالات الثقافة والرياضة والتعليم.
اتفاقيات واستثمارات
وسبق أن وقعت الهيئة العامة للاستثمار على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع عددٍ من الجهات الاستثمارية في اليابان، كما تم تسليم رخص لعددٍ من الشركات اليابانية لبدء أعمالها في المملكة ، وذلك على هامش فعاليات منتدى أعمال الرؤية الذي عُقد في العاصمة طوكيو قبيل قمة مجموعة العشرين المزمع انعقادها في أوساكا نهاية الشهر الحالي.
وتضمنت الاتفاقيات الموقعة: اتفاقية تعاون بين الهيئة العامة للاستثمار وبنك ميزوهو، وبين الهيئة العامة للاستثمار وبنك إم يو إف جي؛ لبحث الفرص الاستثمارية التي توفرها المملكة وبدء الأعمال فيها، ومذكرة تفاهم لتبادل اتفاقية بين جامعة الفيصل وجامعة أويتا الوطنية، واتفاقية بين سابك وشركة يوكوجاوا الإلكترونية لتأسيس مركز امتياز محلي، ومذكرة تفاهم بين صندوق التنمية الصناعية السعودي وشركة سوميتومو ميتسوي المصرفية للتعاون في تمويل الفرص وتطوير رأس المال البشري.
وانعكست قوة العلاقات السعودية اليابانية على مستوى وحجم التبادل التجاري بين البلدين لفترة طويلة حيث تعد اليابان من أكبر الشركاء التجاريين للمملكة، ويبلغ حجم التبادل التجاري نحو 118 مليار ريال ، يقدر حجم الصادرات السعودية منها بأكثر من 80 مليارا ، في حين بلغ حجم الواردات من اليابان أكثر من 37 مليارا ، ويميل الميزان التجاري لصالح المملكة ومن القطاعات المستهدفة في اليابان قطاع الطاقة والطاقة المتجددة والبتروكيماويات وقطاع التصنيع.
وبلغ عدد المشاريع السعودية اليابانية المشتركة العاملة في المملكة ( 83 ) مشروعا، منها ( 24 ) مشروعا صناعيا، و ( 59 ) مشروعا غير صناعي، وبلغ اجمالي رؤوس الأموال المستثمرة في هذه المشاريع حوالي ( 56 ) بليون ريال، فيما بلغ اجمالي عدد الموظفين السعوديين العاملين في هذه الشركات (3759) موظفا بنسبة توطين (45%). وساهمت الاستثمارات السعودية في صندوق رؤية سوفت بنك الياباني برفع أرباح الشركة بـ 8 أضعاف ما يعكس أهمية استثمارات صندوق الاستثمارات العامة ومدى تأثيرها، وذلك وفقاً لتنفيذ الخطط الموضوعة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تهدف لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد على النفط.
ويأتي إنشاء صندوق رؤية سوفت بنك كثمرة تعاون بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومجموعة سوفت بنك اليابانية، حيث يستثمر الصندوق الجديد في مجالات استثمارية واعدة، تشهد نموا متزايدا، وهو ما يؤكده التصاعد المستمر لأرباح مجموعة سوفت بنك. وقد استثمر الصندوق أكثر من 40% من حجمه في قطاعات مختلفة كان من أهمها الذكاء الاصطناعي والروبوتات وقطاع التكنولوجيا والتقنية.