سحب وأمطار رعدية، مطبات هوائية، شروق وغروب شمس مخملي، دوامة أضواء سحرية، وغيوم متوهجة، لاشك بأن الطيارين يحجزون مقاعدهم، لكن بالرغم من كل هذا الا أن مهنة الطيران تظل هى الأكثر خطورة؛ ولكن بين السماء والأرض هناك بعض التفاصيل قد لا تعرفها عزيزي القارئ، وفي هذه السطور سنعرف كيف تكون الأجواء في قمرة القيادة…
لا يقتصر عمل الطيار على القيادة فقط، فيتطلب الأمر أن يتواجد في المطار قبل الإقلاع بساعة ونصف، لمعركة كل تفاصيل الرحلة والتقارير الواردة ومراجعة أعداد الركاب وإجراءات الأمان داخل الطائرة قبل الإقلاع.
العمل كطيار مسؤول عن الطائرة بأكملها يحتاج إلى الدراسة الأكاديمية وبالعلم والإجتهاد تقل نسبة المخاطر لدى الطيار، ولابد أن يتسم قائد الطائرة بسرعة البديهة واتخاذ القرار السليم في وقت قصير، فالخطأ وارد بنسبة أقل من 1% لو لم يسمح بإرتكابه.
فلا يوجد فرصة للخطأ، بالإضافة إلى سلامة الصحة البدنية والعقلية والنفسية، فهذه المهنة تحتاج لمجهود عقلي وذهني وتركيز عالي بالرغم من الحالة المعيشية غير المنتظمة وغير المستقرة وطول ساعات العمل، بالإضافة إلى الثبات الإنفعالي وحسن قراءة الموقف الطارئ والتعامل معه، وأهمية الدراية الجيدة بالمناخ وجغرافيا العالم.
وفي النهاية أهم شئ هو سلامة وراحة الركاب والمواعيد، فهم صمام الأمان بالنسبة للطيار، ومن خلالهم يثبت كفاءته خاصة في إختلاف التوقيت بين الدول، فالطيران في النهاية مهنة لكن إختلافه يكمن في خطورته وصعوبته التي يتغلب عليها علم وإجتهاد الطيار.