عبر البطل محمد طه صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر 73 والتي كانت من أول صور النصر العظيم، عن إحساسه لحظة سماعه كلمة “أعبر” في الساعة الثانية والثلث يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973بعد الضربة الجوية الأولى التي سبقت مرحلة العبور في تمام الساعة الثانية ظهراً، إذ كانت فرحة عارمة لا توصف، وعلت صيحاتهم بـ “الله أكبر” ، “الله أكبر”. إذ كان العبور موجة واحدة من السويس إلى مدينة بور سعيد.
والتقت صحيفة البلاد بالبطل محمد طه لتعرف منه المزيد حول تفاصيل أول صورة لحرب أكتوبر 73.
في البداية قال محمد طه “كنا نعبر وكل جندي منا وزنه يعادل 200 كيلو حيث يحمل كل منا “شدة” بها عدة قنابل وطلقات وقناع والخوذة و البيادة وأحيانا مدفع وزنه 150 كيلو وغيره ورغم الصيام لأن العديد منا رفض الإفطار في شهر رمضان، حتى ننال الشهادة ونحن صائمين، و كنا لا نشعر بأى عناء ونحن نردد “الله أكبر”، فأتانا النصر من عند الله لأنه يعلم إرادتنا في تحرير الأرض والحفاظ على العرض”
وأضاف طه أن حرب أكتوبر سميت بإسم حرب “الشمس” لأنها أول حرب تندلع ظهراً فإن إستراتيجية الحروب تقتضي بأن تكون مع أول ضوء أو أخر ضوء للشمس.
و روى البطل محمد طه تفاصيل أشهر وأول صورة في حرب أكتوبر، وكانت في اليوم الثاني للحرب، تحديدا يوم 7 أكتوبر في منطقة عيون موسى، حوالي الساعة 3 عصرا أثناء غارة جوية إسرائيلية ،أصيب أحد زملائه بشظية على إثرها بترت قدمه، وما كان هناك حل سوى أن يحمله أحد للمشفى لإنقاذه وتطوع محمد طه لهذا العمل، وحمل زميله الذي كان في حالة إعياء تامة بسبب شدة النزيف لمسافة 3 كيلو مترات لمدة 3 ساعات أثناء الغارات الجويةن وبعد ذلك سبح به في مياه قناة السويس للعبور جهة الغرب لتسليمه لأقرب مستشفي لإنقاذه.
وتابع البطل إنه عند عودته شاهده أحد مراسلي الحروب من جريدة الأخبار والتقط له هذه الصورة أمام المعبر، ورفع محمد طه علامة النصر وكان يقصد بهم خليج السويس وخليج العقبة، والاثنين يحتضنوا “سيناء” الحبيبة، وكان واثقاً أن هذه الصورة سوف تجوب العالم كله وتخبرهم بأن المصريين إنتصروا وعبروا القناة وحققوا المعجزة وحرروا سيناء، وبالفعل في اليوم التالي نشرت جميع وكالات الأنباء هذه الصورة.
وأوضح محمد طه أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قال له عند تكريمه “البطل صاحب علامة النصر الذي بشر بالنصر” .
وأكد البطل محمد طه أن أهم درس من حرب أكتوبر يجب أن يتعلمه جميع الأجيال هو حب الوطن وحب مصر والدفاع عنها بالروح، وأن الوطن غالي، و علينا أن نقدر قيمته وقيمة هؤلاء الجنود الذين ضحوا بدماءهم وأرواحهم من أجله.