قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً ) مما يعني وجوب زيارة المرضى والدعاء لهم ومؤازرتهم فى محنتهم.
لكن هناك بعض الزيارات التى تزيد من تألم المريض وشقائه فهو بحاجه إلى الراحة والتخفيف عنه وإعطاؤه جرعة من الأمل ، يقع الكثيرين فى أخطاء لا يجب أن يغفلوا عنها وينتبهوا جيداً لها أهمها إختيار وقت مناسب للزيارة فهناك بعض الأشخاص يأتون فى الزيارة إما فى وقت مبكر للغاية أو وقت متأخر للغاية وهو ما يعتبر أمر شاق على المريض فهو بحاجه للراحة فى المساء وأخذ قسط من النوم فى الصباح ، أيضاً يجب أن تكون الزيارة خفيفة فلا يجوز أن نقوم بزيارة أحد المرضى ونجلس بجواره لساعات طويلة ممتدة يصحبها حديث لا ينقطع فهذا يؤثر عليه بشكل سلبى ويرهقه كثيراً ،
كما يجب غض البصر عند الذهاب لمنزل المريض فلا يجوز التحديق فى أهل المنزل بشكل لا يليق ينفرهم من استقبال هذا الضيف فهو لا يخترق بنظراته خصوصيات الجميع وحسب بل لا يحترم أيضاً المريض الذى ذهب لزيارته ، ولا داعى للأسئلة الكثيرة فهناك بعض الزيارات التى تكون مستفزة للغاية وجارحة فالزائر يبدأ فى السؤال عن أدق التفاصيل كما لو أنه أحد الأطباء المتخصصين وما يزيد الطين بله أنه يبدأ فى سرد قصة عن شخصٍ يعرفه كان يعانى من نفس المرض وتوفاه الله أو أصابه مضاعفات خطيرة له وهنا يجب ضبط النفس قليلاً والتفكير قبل التحدث لأن هذا الحديث مؤلم للمريض للغاية ويجعله يفقد الأمل فى الشفاء حتى إن كان موجود بل ويعطى جرعة من الطاقة السلبية لأهل المريض فيزيد من حزنهم فكل أسرة لديها مريض بالمنزل تكون هى المريضة بسبب الحزن الشديد والقلق الذى يصيبها عليه ،
كما يجب عدم إصطحاب الكثير من الأطفال أثناء زيارة المريض ويفضل عدم إصطحابهم من الأساس فالطفل لا يفقه شيئ فهو يريد اللعب والمرح ولا يعىّ لما يدور حوله أو حجم المعاناة التى يعانى منها الشخص المريض مما سيستدعى تدخل أسرة الطفل لتأديبه وإسكاته وتبدأ صراخات الطفل فى الإرتفاع وصياح الأب والأم يبدأ فى الإرتفاع كلما إرتفع صياح الطفل مما يشكل مصدر إزعاج قوى جداً للمريض ، يجب إظهار قليل من الإحترام للمريض والإهتمام به هو فقط فالزيارة واجبة ولكن يجب أن تكون بضوابط حتى تجعله يشعر بالقليل من الحب والإهتمام والأمل بدلاً من زيادة حجم معاناته وألامه وأحزانه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا ابْنَ آدَمَ ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ، قَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ).