السياسة

خلافات حول المرحلة الثانية من «خطة السلام».. مبعوثا ترمب يطلعان الاتحاد الأوروبي على التفاصيل

البلاد (غزة)
في وقت لا يزال فيه وقف إطلاق النار الهش سارياً في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي، أطلع مبعوثا الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس (الاثنين) على آخر المستجدات بشأن خطة السلام المتعلقة بالقطاع الفلسطيني، خلال مؤتمر عبر الفيديو، بحسب مسؤول أوروبي.
وجاء ذلك بعد اقتراح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بأن يتم اطلاع المبعوثين الأمريكيين على مستجدات تنفيذ الخطة خلال اجتماع التكتل في بروكسل.
وتسعى إدارة ترمب- وفق المصادر- إلى دفع إسرائيل للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، التي تتضمن إنشاء قوة استقرار دولية في القطاع الفلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون غزة، إلى جانب البدء بعمليات إعادة الإعمار، وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً.
وتخطط واشنطن لتجنيد نحو 5,000 جندي مع بداية نشر قوة الاستقرار الدولية مطلع العام المقبل، مع إمكانية رفع العدد إلى 10,000 بحلول نهاية 2026. وفي هذا الإطار، تتواصل وزارة الخارجية الأميركية مع أكثر من 70 دولة لطلب مساهمات عسكرية أو مالية، وقد أبدت 19 دولة حتى الآن اهتمامها بالمشاركة، سواء عبر إرسال قوات أو تقديم دعم استشاري وتمويلي. إلا أن الانتقال إلى المرحلة الثانية يواجه عقبات كبيرة، إذ ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل اشترطت استلام جثة آخر أسير محتجز لدى حركة حماس قبل المضي قدماً. وأكدت تل أبيب أيضاً رفضها بدء إعادة الإعمار في القطاع ما لم يتم نزع سلاح الحركة.
من جهتها، شددت الولايات المتحدة على ضرورة تجريد حماس من سلاحها كشرط أساسي للمضي قدماً في المرحلة التالية، في حين يرفض الفلسطينيون التخلي عن أسلحتهم ويطالبون بانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، الذي رعت إدارته أميركا، تم تسليم آخر 20 رهينة على قيد الحياة و27 من أصل 28 جثة متوفاة، باستثناء جثمان الإسرائيلي ران غفيلي، وهو عنصر في وحدة الدوريات الخاصة (ياسام)، وسط اتهامات إسرائيلية للفصائل الفلسطينية بالمماطلة في التسليم. وتؤكد حماس أن عملية انتشال الجثامين تواجه صعوبات بسبب الركام الضخم الناتج عن عامين من الحرب المدمرة.
وتستمر الخلافات بين الطرفين بشأن الخطوات المقبلة، في ظل أجواء معقدة من الضغط الأمريكي لإتمام المرحلة الثانية، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الانتقال سيكون صعباً ومعقداً، وسط مخاوف أوروبية من مواجهات محتملة بين القوات الدولية وحركة حماس على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *