قال تعالى:” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” الفجر: 27
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة والد الجميع الشيخ عبود أبو بكر باعشن (يرحمه الله)؛ الرجل الذي يحمل رصيدًا كبيرًا في خدمة كتاب الله- عز وجل.
الشيخ عبود باعشن (رحمه الله) كان رجلًا بأمة؛ مسيرته كانت حافلة؛ ففي بداية حياته العملية عمل في مصلحة الزكاة والدخل بمنطقة مكة المكرمة، إلى أن وصل إلى منصب نائب مدير عام المصلحة خلالها انضم مع المؤسسين للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة في ذلك الوقت؛ فأسس النظام المالي للجماعة، ومسك الدفاتر المالية بنظام حديث، وبعد أن افتتح مكتبه الخاص كمحاسب قانوني، سخر عمله الخاص لخدمة الجمعية وإعداد القوائم المالية والميزانية السنوية للجمعية.
ولا يتوقف الحديث عن الشيخ عبود (رحمه الله)؛ الرجل الذي كان من خيرة من عرفنا؛ دينًا وخلقًا ولطفًا وسخاءً، ذو وجه مشرق، قليل الكلام، كثير العمل، صاحب الخلق الكبير، والأيادي البيضاء، المحب للجميع.
حظى بمحبة الجميع، فقد كانت جنازته مشهودة، كما قال الإمام أحمد- رحمه الله:” بيننا وبينكم يوم الجنائز”؛ حيث دفن بالبقيع بمدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشهد جنازته خلق كثير.
الحديث عن الشيخ عبود (رحمه الله) لا تكفيه هذه المساحة، ولا تستطيع الكلمات أن توفيه حقه، ولكن ما عند الله خير وأعظم، فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه، وأن يوسع مدخله، ويثبته عند السؤال، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن ينقه من الذنوب والخطايا؛ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالعزيز حنفي
رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه بمنطقة مكة المكرمة
رئيس مجلس إدارة الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة