ما زلت أفكر في المشاهد العزيز، الذي حالفه جزء من الحظ بمشاهدة مباراة ريال مدريد ومانشيستر سيتي الأخيرة في دوري أبطال أوروبا، فمثل هذه المباريات باقة ورد تلفزيونية، وهي- لحد ما- كمن ينتظر هدية يتمناها وحان وقت وصولها.
مباراة جمعت بين المتعة والندية والفنيات، والأفكار التكتيكية بجزء أقل، فمانشستر سيتي، وإن كان يمر بموسم سيئ جدًا، ولكنه- إلى حد كبير- تعامل مع القوة الضاربة لريال مدريد بواقعية، وحاول ونجح.. فكثير من المرات في تحديدها، واستطاع فعل ذلك حتى الرمق الأخير، وإن كان للريال في الرمق الأخير قول آخر. أما ريال مدريد، فقد تفنن وأبدع في ضياع الفرص، وإهدار الأهداف بطريقة لا أعتقد أن لها مفردة في فهرس كرة القدم غير( الاستهتار). فعليًا.. كان بإمكان الريال الخروج بنتيجة عريضة وتاريخية، لكن المهاجمين كان لهم رأي آخر، وبناء عليه انتهت المباراة بفارق هدف 2/3. عزيزي المشاهد.. لا أنكر أنني لا زلت أفكر فيك بعد كل ما ذكرت من إيجابيات وسلبيات لهذه المباراة الرائعة، ولكن.. وخلال أسبوع من الآن، ما نوع المباريات التي يُمكنك مشاهدتها بعد مباراة ريال مدريد والسيتي؛ لأن الوضع فعليًا سيكون صعبًا للغاية، فهذا المستوى من التنافسية والمتعة عندما يعلق في الذهن، لا يستطيع إطاحته إلا مباراة بنفس المستوى من الندية، وهذا ما سننتظره في الجزء التالي من هذا الفصل(مباراة الإياب).
ويبقى السؤال.. هل ستستطيع مباريات دوري روشن إبقاء المشاهد في ذلك المستوى من النشوة العالقة في الذهن؛ لحين موعد مباراة الإياب للريال والسيتي؟ الجواب في جولة دوري روشن القادمة.
دوري روشن بين السيتي والريال!!
