اجتماعية مقالات الكتاب

بعض نقاط التمييز بين اضطرابات الشخصية

تُعتبر الشخصية جزءًا مجردًا من هويتنا، وتلعب دورًا حاسمًا في تحديد كيفية سير أيامنا، وكيف ندرك أنفسنا، وكيف ندرك الآخرين، يتم تنظيم مفهوم الشخصية في خمس سمات؛ “الانفتاح مقابل الانغلاق على التجارب الجديدة، والموثوقية والموثوق بها مقابل غير الموثوق بها، والانفتاح مقابل الانطواء، والود مقابل الجدال، والعاطفية السلبية مقابل تنظيم العواطف”، سمة الشخصية هي السمة المحددة التي يُظهرها الشخص باستمرار بناءً على مدى ارتفاعه أو انخفاضه في كل من السمات الخمس الرئيسية، على سبيل المثال: يمكن اعتبار الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من الانفتاح مقابل الانطواء، فراشة اجتماعية، بينما يمكن اعتبار الشخص الذي يتمتع بمستوى منخفض من الانطواء بعيدًا، يُعتبر كلا نمطيْ السلوك هذيْن على أنهما يتمتعان بشخصية وظيفية وطبيعية، يؤدي الانحراف عن هذه الأنماط إلى الحد الذي يتعارض فيه مع أداء الحياة اليومية للشخص، إلى تلبية الشخص لمعايير اضطراب الشخصية.
إن اضطرابات الشخصية تقوِّض بشدة الأداء الاجتماعي، وترتبط بنوعية حياة رديئة، وتكاليف مجتمعية عالية، حيث تتراوح الأعراض التي يظهرها شخص مصاب باضطراب الشخصية، من محاولات الانتحار إلى العزلة عن الآخرين، تعدّ الحالة المزاجية المتقلِّبة، والعلاقات غير المستقرة، وتشويه الذات، وغير ذلك الكثير من الأعراض الشائعة، التي يصورها شخص مصاب باضطراب شخصية محدد يسمّى اضطراب الشخصية الحدّية، فالمعايير التشخيصية لاضطراب الشخصية، هي نمط مزمن من الإدراك، والعاطفة، والسلوك غير التكيفي، الذي يبدأ في مرحلة المراهقة، أو أوائل مرحلة البلوغ، ويستمر حتى مرحلة البلوغ المتأخرة، هناك ثلاث مجموعات مميزة تحدِّد اضطراب الشخصية مع 10 اضطرابات شخصية مميزة، المجموعة أ بها ثلاثة اضطرابات، جميعها لها سمات شخصية مميزة من الغريب والمنحرف، المجموعة ب، تتعلق بالشخصية الدرامية والعاطفية، هناك أربعة اضطرابات تميز المجموعة ب، أخيرًا، المجموعة ج لها سمة مماثلة لشخصية القلق والخوف، ويتم تصنيف اضطراب الشخصية الحدّية تحت المجموعة ب، وهي الاندفاع، والبراعة في تعريض سلامتهم للخطر، فهو أمر شائع بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية في المجموعة ب، ولكن لكل من هذه الاضطرابات الشخصية معايير تشخيصية وعلاجات، ​​هناك تسلسل تظهر فيه أعراض معينة داخل شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدّية، غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بهذا التشخيص بالفراغ داخل أنفسهم، ممّا يجعلهم يتشبثون بالآخرين، ويعتمدون عليهم بشكل كبير، حيث يؤدي هذا الاعتماد إلى سلوكهم التلاعبي، والذي يؤدي بدوره إلى سلوكهم الاندفاعي المؤذي أحيانًا، مع ظهور هذا الاضطراب، يكون الانتحار محتملًا للغاية، لأن حوالي 75 في المائة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بهذا الاضطراب المعين، يحاولون الانتحار، بينما ينجح 10 في المائة في محاولة الانتحار، إن الدعم الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لهؤلاء الأفراد، لأن الانتكاس بعد العلاج أمر ممكن، وخاصة إذا تعرضوا لأحداث مرهقة، لأن التعرض لهذه الأنواع من سوء المعاملة، له تأثيرات ضارة على الدماغ، وتحديدًا الأعضاء المرتبطة بالتوتر وتنّظيم العواطف والذكريات.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *