حينما نسمع كلمة عدو، فإننا يتبادر إلى أذهاننا معنى الخطر، وهو مصطلح يصف كينونة تمثلُ خطرًا على الأفراد، وذلك بسبب ما يشكِّله العدو على الفرد الناجح. فإن وجود هذه العداوات، أو تحول البعض إلى أعداء، لا يعني الشعور بالخطر، أو الخوف لأن هذا لا يشكِّل تهديداً على استمرارية نجاح الفرد وقد يتأثر البعض بوجود هذه العداوات.
وكلما صعد درجة من درجات النجاح، حاول الأعداء أن يوقعوه من مكانته، وقد يكون هذا التصرف بدافع محاربة شعور التفوق، أو الغيرة، أو عدم الرغبة بالاعتراف بأفضلية الناجح، ولذلك يعتمد العدو جميع أساليب الإحباط الممكنة ليعيق تقدم الناجح،
ولكن يجب على الأفراد الناجحين انً يوظّفوا جميع الظروف المحيطة، والتي ليست في صالحهم، و تحويلها لصالحهم، كما هو الحال مع الأعداء الذين يظلون يحاربونهم، يجب توظيفهم لكسب الوقود الذي يحتاجونه للاستمرارية، والمحافظة على مكانتهم من خلال العمل المستمر وتحقيق نقيض ما يتمناه الأعداء لهم.
كما أن التركيز على الأهداف يؤمن للأفراد نجاحاتهم، عوضًا عن التركيز على الأعداء، لأن التركيز معهم، يعيق طريقهم، و يبدأ التأثرُ تدريجياً بداية بالانزعاج وصولاً إلى العزلة والابتعاد عن مسلكهم، و لذا فإن أسهل طريقة للتعامل مع الأعداء، هو الاستماع إلى انتقاداتهم، و معرفة ماهية ما ينتقدونه دون إشعارهم، ومن ثم الاستمرار بالعمل.
إن وجود الأعداء دليل على النجاح الفعلي للأفراد. و لذا، فإنه من خلال تطبيق مهارات التواصل الاجتماعي، والتعامل بإيجابية متزنة، يتمكن الأفراد من تحويل هؤلاء الأعداء المعيقين، إلى أعداء داعمة، تدعم مسيرة نجاحهم، وبناء مستقبل أفضل لذواتهم، كما أن النجاح الحقيقي، لايندثر عند أصحاب العزم، والارادة العالية، مهّما كانت التحدِّيات التي تواجههم .
fatimah_nahar@