والمنطقة مازالت تتابع تطورات ما حدث في بلاد الشام، وتنتظر مآلات تلك التطورات، حيث يأمل المخلصون أن تعود التطورات على تلك البلاد خاصة والمنطقة بعامة، بمزيد من الهدوء والاستقرار والأمن والأمان.
في خضم ذلك لعل التاريخ الاجتماعي يذكرنا برحلات زمن مضى، رحلات صبرٍ وكفاح كابدها أناس كان يطلق عليهم “العقيلات”.
يقول أحدهم “كنت طفلاً صغيراً لم يتجاوز العاشرة عندما اضطررت للهجرة مع العقيلات هرباً من الجوع والفقر الذي كان يحيط بحياتنا في نجد المجدبة.
يضيف “كان والدي مديناً يطارده الدائنون، وكنت أبحث عن وسيلة للفرار من ذلك الواقع القاسي الذي كنا نعيشه”.
وسعيت للانضمام إلى قافلة من قوافل العقيلات المتجهة إلى الشام. قافلة كانت محملة ببضائع يحملونها من بادية نجد ويبيعونها هناك في بلاد الشام.. توالت العقود وتطورت البلدان وتوالى تطور الدولة السعودية في مراحلها الثلاث. فبعد دولة أولى تسعى للترسخ والثبات، إلى دولة ثانية يحيطها نفر مؤمنون بها من أجداد آل سعود الكرام حافظوا على ترسخها وتوسعها، وصولاً إلى عهد ثالث قاده عبدالعزيز لتخرج للعالم دولة كاملة الأركان راسخة البنيان.
دولة بعد قرن من الزمان، صارت محطّ اهتمام العالم، وقبلة المستثمر والسائح، وطريق الغادي والرائح.
دولة أصبحت رقماً مهماً في العالم بأسره، وعضواً فاعلاً في كل منظماته الأممي منها والإقليمي.
يتذكر طفل العقيلات الذي أصبح اليوم شيخاً كبيراً ، عندما يتذكر بلاد الشام: ما عساني أن أقول عن بلاد كانت في قرون ماضية مهد حضارة، وعاصمة خلافة، هل أبكي على حالها أم أفرح بما أصبحت عليه بلدي، وطني المملكة الذي تحوّلَ من أرض مجدبة إلى منارة حضارية، بلدٌ لم تبنِ حجراً فحسب، بل بنت إنساناً متعلماً وواعياً.
بلاد دفعت مئات آلاف الشباب من أبنائها وبناتها إلى أرقى جامعات العالم، حتى إنك لا تجد منزلاً في المملكة ليس لديه ابن أو بنت مبتعثان إلى أرقى جامعات العالم.
يضيف هذا الشاهد من أبناء “العقيلات”:
افتتاح مترو الرياض الشهر الماضي، كان تتويجاً لمسيرة حضارية، جعلت اقتصاد المملكة ضمن أقوى عشرين اقتصاد في العالم.
ويختم برفع الشكر لله سبحانه وتعالى على ما تحقق لوطنه من قادة وشعب، حوّلوا صحراء قاحلة إلى وطن ينبض بالحياة والتطور.
ogaily_wass@