تتحسّن الحالة المعنوية لدى الأفراد حينما يصبح المرح سائدًا على الأجواء لا سيما في الأوقات المجهدة فإن المرح يضيف طابعًا ايجابياً و يحدّ من حدّة التوتر العام في الوقت المُجهد، وهذا أمر لابد منه و ليس هذا فحسب، بل إن المرح يخلق حالة من التفكير الإبداعي لدى الأفراد والمجتمعات.
وقد يعتمد البعض هذه الطريقة و يتقنها كمهارة فيعرفون متى يشاركون لتخفيف التوتر، وهذه ميزة من مميزات الشخصية الايجابية، ولكن ماذا لو ان الأفراد اعتمدوا طرق المرح على الدوام ؟ ماذا لو أن هذا المرح أخذ منحنيات أخرى و طرق مسدودة و مهددة بإنتهاء العلاقات ؟
حينما يعتمد الأشخاص على المرح في بعض الأوقات الجدية و يخلطون الجد بالهزل، والمزاح والضحك، فإن هذا يترتب عليه الكثير من المشكلات الاجتماعية، وذلك بسبب شعور الآخرين بعدم الاكتراث لهم، وعدم احترام مشاعرهم والسخرية منها وقد يتفاقم الأمر إلى حد كبير و مأساوي.
كما أن الأشخاص الذين يعتمدون طرق الهزل و المزاح، قد يضعون أنفسهم في مواقف محرجة، وليس هذا فحسب، بل يجعلون أنفسهم في مواضع عدم تقدير، و قد يجعلون من ذواتهم مواضعا لا تعكس قدراتهم الحقيقة، حيث أن الآخرين يحكمون عليهم، و يستنقصون من قدرهم.
ويجب أن لا يخفى علينا أننا كأفراد في هذه المجتمعات، بحاجة ماسة إلى المرح و المزاح، لما فيهما من فوائد تعود على أنفسنا، و لكن دون أن ننسى أن الاتزان هو المحرك الأساسي لهما، حيث أن الاتزان في التعامل بطريقة ما، يحفظ للأفراد قدرة التحكم في المواقف المختلفة بلا ضرر ولا ضرار.
fatimah_nahar@