الرياضة

غدًا.. الفيفا يحسم استضافة السعودية لكأس العالم 2034

البلاد- جدة
يحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في اجتماعه الاستثنائي المقرر غدًا الأربعاء قرار استضافة السعودية لكأس العالم 2034 .
وكشف «الفيفا» عن أنه سيعقد اجتماعًا استثنائيًا عبر شبكة الإنترنت  لتحديد الدول المستضيفة لبطولتي كأس العالم 2030 و2034.

وأشار الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى أن الاجتماع الاستثنائي يأتي وفقًا للمادة 25 الفقرة 3 والمادة 61، الفقرة 3 من النظام الأساسي للفيفا، مضيفًا أنه استند على المادة 25 الفقرة 5 من النظام الأساسي في عقد الاجتماع بشكل استثنائي عبر شبكة الإنترنت.

وكان «الفيفا» صادق على أن يكون الملف المشترك بين المغرب والبرتغال وإسبانيا هو الملف الوحيد لاستضافة كأس العالم 2030، كما صادق على الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034 على أن يعلن القرار الرسمي بشأن الاستضافة في اجتماعه غدًا.

تسليم الملف

بمباركة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – سلمت المملكة العربية السعودية في 29 يوليو الماضي ملف الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وذلك خلال حفل نظمه الاتحاد الدولي في باريس.

وفي أغسطس الماضي، أعلن «الفيفا»، عن تفاصيل الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034، كاشفًا عن خمس مدن، هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، تم اعتمادها لاحتضان مباريات البطولة.

وبحسب بيان «الفيفا» فإن المدن السعودية الخمس المستضيفة للمونديال ستتزين بـ15 ملعبًا متطورًا؛ منها 11 ملعبًا جديدًا بالكامل، حيث ستضم الرياض ثمانية ملاعب مُخصّصة لاستضافة المباريات، بما فيها ملعب الملك سلمان الجديد الذي يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، والمقرر أن يستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي.

يشار إلى أن الرغبة السعودية في تنظيم مونديال 2034 تأتي ضمن خطوات تستهدف أن تصبح السعودية قوة رياضية عالمية تستضيف أبرز البطولات والأحداث، ومنها كأس آسيا 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029.

رحلة الملف السعودي

يمثل الإعلان عن تقديم السعودية ملف استضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم إنجازًا تاريخيًا، لم يتحقق بين عشية وضحاها، بل جاء نتيجة سنوات من التخطيط الدقيق والاستثمارات الجريئة، والالتزام بتحويل البلاد إلى مركز رياضي عالمي.

ترتبط رحلة السعودية نحو استضافة كأس العالم ارتباطًا وثيقًا برؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2016.

تهدف هذه الخطة الإستراتيجية إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وجعل السعودية رائدة عالميًا في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الرياضة والترفيه والسياحة.

ظهرت فكرة استضافة كأس العالم كجزء من مساعي المملكة لزيادة حضورها الدولي عبر الدبلوماسية الرياضية. وبما أن كرة القدم تحظى بجاذبية عالمية لا مثيل لها، فقد رأت السعودية في البطولة أكبر منصة لعرض تطورها وطموحاتها.

الاستثمار الرياضي

بدأت استثمارات السعودية في كرة القدم تجذب الانتباه العالمي، عندما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص في أندية أوروبية رائدة مثل نادي نيوكاسل يونايتد، حيث أظهر هذا التحرك جدية المملكة في الانخراط في النظام الكروي العالمي.

محليًا، بدأت السعودية في الاستثمار بكثافة في بنيتها التحتية الكروية. وتم تحديث الملاعب في الرياض وجدة والدمام؛ لتتوافق مع المعايير الدولية، كما تم إنشاء مراكز تدريب وأكاديميات رياضية متطورة لتطوير المواهب الشابة وضمان النمو المستدام لكرة القدم.

في عام 2023، استضافت السعودية عدة بطولات كروية عالمية كبرى، مثل كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الإيطالي. كانت هذه الفعاليات بمثابة اختبار لقدرات السعودية التنظيمية وأظهرت استعدادها لاستضافة بطولات عالمية.

دعم الفيفا

حصلت السعودية على دعم قوي من الفيفا والاتحادات الكروية حول العالم. وفي أكتوبر 2023، أعلنت السعودية رسميًا عن نيتها الترشح لاستضافة البطولة بعد حصولها على دعم بالإجماع من الدول الأعضاء في الاتحاد الآسيوي.

ما يميز ملف السعودية هو التزامها بتنظيم بطولة متقدمة تكنولوجيًا ومستدامة وشاملة. وتضمن الملف خططًا لبناء ملاعب صديقة للبيئة، وتنفيذ أنظمة طاقة متجددة، وضمان عمليات تنظيمية محايدة للكربون.

كما كان للنجوم العالميين دور كبير في تعزيز صورة السعودية الكروية. فقد انتقل عدد من نجوم كرة القدم العالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما وكانتي ورياض محرز إلى الدوري السعودي؛ فأسهم وجودهم في جذب ملايين المشجعين وتعزيز سمعة المملكة إعلاميًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

كما تمت دعوة مؤثرين وصحفيين رياضيين عالميين لزيارة المملكة والاطلاع على النهضة الكروية التي تشهدها، ما عزز الدعم العالمي للملف السعودي.

تحديات وآفاق مستقبلية

سيشكل فوز السعودية” المنتظر”  بحق استضافة كأس العالم 2034 لحظة تاريخية في عالم كرة القدم. فمن خلال المزج بين الدبلوماسية الرياضية والاستثمارات الإستراتيجية والقيادة الطموحة، ضمنت المملكة مكانها على أكبر مسرح رياضي عالمي.

ومع تسارع وتيرة الاستعدادات، يترقب عشاق كرة القدم حول العالم كيف ستقدم السعودية بطولة تعد بأن تكون استثنائية، تمامًا كما كانت رحلتها نحو استضافة هذا الحدث.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *