عطفاً على المقال السابق تحت نفس العنوان، ولأن موضوع الزواجات موضوع هام، وله آثار، ويعتبر من تاريخ الذكريات، لذا نتمنى أن تكون ذكريات جميلة، آثارها إيجابية، مدوناتها حافلة بالمسرات، وقد وردتني تعليقات عديدة على المقال السابق في منصة إكس وفي الواتس، وكانت كلها مؤيدة لعدم المبالغة في حفلات الزواج ومناهضة للتكلف وتحميل الشباب ديوناً مرهقة تقضّ مضاجعهم وتنغِّص حياتهم.
للأسف المجتمع أخضع حفلات الزواج لسعادة الحضور أكثر منه للعروسين، فتحمل البعض من التكاليف الكثير ممّا يفوق الممكن، فالقاعة كذا، والعشاء كذا، والمغنية، ناهيكم عن حفلة الرجال! كثير من التكاليف غير مدروسة ولم تراع فيها الظروف سوى ( ما يقول الناس ) ومن المعروف أن رضاء الناس غاية لا تدرك ، لا ننكر جميعاً أن الحفل المنظم الراقي الفخم في كل جوانبه، يثير الاعجاب والاستمتاع والراحة، لكن هذا لا يمنع أن يكون بلا تكلف، وكلاً في حدود مقدرته. حضرت فرح كان في غاية الروعة.
قالت لي أخت العريس أنه من تنظيمها، وكان قمة البساطة والجمال، بعض العائلات لديهم شباب عندهم مقدرة على التنظيم والتنسيق، فلماذا لا يستغنى عن شركات التنظيم بشباب من العائلة عندهم هذه المهارة وبسعر أقل؟ ولست هنا ضد شركات التنظيم، بل بالعكس هي شركات رائدة، وعملها ملموس، وفيها كفاءات سعودية رائعة، لكنني ضد تحمل تكاليف بالإمكان الاستغناء عنها ببدائل ذاتية وقد تكون بمستوى مماثل لها. حقيقة إذا تعاون أفراد العائلة وظهرت المواهب لديهم، يستطيعون التخطيط لاخراج حفل رائع فوق مستوى التوقعات، خاصة وأن التقنية أصبحت رائدة في كل المجالات.
أخبرتني صديقة من الطبقة المخملية ليس في وضعها الاجتماعي فقط، بل حتى الفكري، وكنا نتناقش في موضوع الزواجات، وقد كانت زوجة دبلوماسي، وقضت فترة طويلة من حياتها خارج الوطن، إلا من زيارات خفيفة. تقول: أُضطررنا لتزويج أحد أبنائنا في البلد التي كنا فيها وهو بلد عربي مجاور حضر الزواج كل الأهل والأصدقاء فقد كان بلدا قريبا وحضور كثير منهم لم يكن مشكلة وعملوا الزواج بخصوصية كما هو في السعودية وكان زواجاً منظماً على مستوى فخم وبسيط في ذات الوقت.
تقول صديقتي: لم يكلفنا الزواج ربع ما كلفنا زواج إبننا الآخر في السعودية، إذاً نحن نرزح تحت ثقافة لابد أن نتخلص منها ألا وهي (المباهاة) ورضاء الناس وتقييمهم. وهذه مشكلة لا تزول إلا بالوعي وعمق التفكير وعدم الاستسلام للسطحية وضحالة التفكير، الزواج طريق حياة بين اثنين ما من أب وأم إلا ويتمنيان دوام هذا الزواج ونجاح ثماره فلابد أن يحرص الناس على أهمية الزواج واستمراره بالتخطيط السليم له منذ لحظة الاختيار للطرفين، وأنا هنا دوماً تستوقفني نقاط كثيرة في الزواجات لعلي أذكر بعضها ألا وهي :-
أولاً ـ لماذا يضطر العريس لاستئجار سيارة غير سيارته وتزيينها ليأخذ فيها العروس لماذا لا تكون سيارتهم التي سيبدأون حياتهم بها هي ضمن ذكريات مشوارهم الأجمل؟
ثانياً – لماذا يذهب العرسان في ليلتهم الأولى لفندق؟ لماذا لا يكون عشهم الذي اختاروه وأثثوه هو ملتقاهم الأول؟؟ حين قلت ذلك في جلسة قالت لي إحدى الشابات الفندق أفضل فالعروس لا تريد أن تخدم من يومها الأول تريد الراحة وأن تكون مرفهة، مقنع كلام هذه الشابة لكن لماذا تخدم؟ لماذا لا تكون مخدومة فكل شيء ديلفري ومصاريف الفندق تؤدي الغرض ثم ما المشكلة إذا تعاونوا إذا كانوا متحابين وعملوا لأنفسهم دون خادم أو مخدوم بشعور الحب والوئام؟
ثالثاً ـ السفر المبكر خارج البلاد تحت مسمى (شهر العسل) لماذا لا يبقيان في بلدهم ويقومان بجولة داخل البلاد يتعرفان أكثر ببعضهما ويتفاهمان أكثر أو العكس لا قدر الله فكم من مشكلات حصلت بين حديثي زواج وهم خارج البلاد فتدخلت السفارة السعودية أو معارف أو خلافه.
الزواج أيها الإخوة والأخوات شركة أعظم من أي شركة بالمليارات هو نواة المجتمع هو حياة إما سعيدة أو تعيسة فلا تقصروا النظر فيه على الحفل والمظاهر وانظروا لأبعد من ذلك فكم من زواج انتهى بألم وحلويات حفله لم تنته وكم من زواج استمر عمراً سعيداً وكان عائلياً بسيطاً.
أسأل الله التوفيق لكل العرسان ولكل المتزوجين وأتمنى عند الزواجات أن نفكر ونقدر ونستخير ونستشير ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً)
almethag@