تكثر الضغوط النفسية على الأفراد ويكثر معها القلق و التوتر ويصبحان أكثر حدِّة، حيثُ يؤثران على المزاج السائد، ويتحكمان أيضا بمدى الانتاجية الخاصة بالأفراد، حيث أن تراجع الأداء يتعلق بقوة التوتر و القلق، واللذين هما من جانبها ينتجان عن الضغوط، فهي عملية متصلة ببعضها، و تظهر كردود أفعال متتابعة لدى الفرد.
إن عملية التشافي، لا تقتصر فقط على الشفاء من الأمراض الجسدية التي يصاب بها الفرد، و من ثم يتلقى العلاج، بل تمتد ليشمل الشفاء النفسي والعاطفي وهي عملية نفسية يحتاج إليها كل فرد ليستعيد توازنه النفسي، ويعيد ترتيب نفسه بشكل سليم، دون أن تترك الضغوط في ذاته أية تراكمات.
وتبدأ رحلة التشافي من الوعي الذاتي، عندما ندرك مشاعرنا واحتياجاتنا، وكيف يمكننا اتخاذ خطوات فعّالة نحو تحسين حالتنا النفسية، يمكن أن تشمل هذه الخطوات ممارسة التأمل أو الكتابة أو حتى التحدث مع الأصدقاء المقربين، كما أن التعبير عن المشاعر، يساعد في تخّفيف الضغوط، ويعزِّز من شعور الراحة والسكينة.
تعتبر الراحة جزءًا لا يتجزأ من عملية التشافي، فهي تمنح الجسم والعقل الفرصة للتجدُّد والإسترخاء، كما تساعد على تقّليل مستويات التوتر وتعزِّز من الشعور بالسعادة والرضا، ورفع مستوى الإنتاج الفردي و لذا ينبغي على الفرد، أن لا يتجاهل حاجته إلى الراحة للتخلُّص من الأعباء، و مثقلات الكواهل.
إن التشافي والراحة هما عمليتان متكاملتان تتطلبان منا الوعي والاهتمام بأنفسنا. من خلال تخصيص الوقت للتأمل، والاسترخاء، والاستفادة من الدعم الاجتماعي، يمكننا تعزيز صحتنا النفسية والجسدية بشكل أفضل، و لنرفق بذواتنا في فهم احتياجاتنا، ومساعدتها على التجاوز، وتحّفيزها بشكل إيجابي حتى نضمن سلامنا، و شفاءنا، لأن هذا يعدّ ضرورة من الضروريات التي نحتاج إليها لتحقيق التقدم .
fatimah_nahar@