اجتماعية مقالات الكتاب

علاقتي السامة مع عدم الثقة بالنفس

تقدير الذات، هو الثقة بقيمة الفرد وقدراته واحترامه لنفسه، يقيس الأفراد أنفسهم من خلال تقييم مظهرهم وقدراتهم وكيفية التواصل مع الآخرين، ويعدّ تقدير الذات عامل هام بحياة كل شخص، لأنه يؤثر عليه يوميًا، هناك العديد أمضوا سنوات يعيشون في إنعدام الثقة بالنفس، بإعتقادي انخفاض الثقة بالنفس يحدث من مرحلة الطفولة، لأنها مرحلة ترتب كل مراحل الحياة القادمة، فشعور الطفل بعدم الثقة بنفسه، يسبِّب له عدم الأمان، وتجعله ينخرط بالقلق، وكلها أفكار نشأت من عدة مواقف تسبّبت له بعقد نقص، فليس كل تغيير بالحياة، يجلب السعادة. ففي بعض الأحيان قد يجلب الألم واليأس، هناك الكثيرين لديهم قدرة علي إخفاء ضعف الثقة بالنفس من خلال إتباع إسلوب عنيف، أو هجومي، أو الإختباء خلف إبتسامة تخبر الجميع بأن كل شيئ علي ما يرام، أو ممارسة النفاق لكسب غيرهم، لكنها محاولات فاشلة لأنها تعقِّد الأمر.

لكي يتمكن المرء من النجاة، يجب أن يكون قادرًا على خلق شعور بالاستقرار داخل نفسه ويأتي الاستقرار من الشعور الواضح بالهويّة، وهذا يعني أن يكون لديه أكثر من مجرد شعور طبيعي بقيمة نفسه، فإحترامه لنفسه، وثقته بعقليته، ستمكّنه من التفكير، والتعامل مع التحدّيات بالحياة بشكل صحيح، مع إدراك أنه يستحق النجاح والسعادة.

جوهر احترام الذات، أن يثق الإنسان بنفسه، وعقله، وأن يعلم أنه يستحق، والثقة بالنفس تبدأ من الأشياء الداخلية، ثم الخارجية، وتأتي العوامل الداخلية من كيفية معاملتك لنفسك، والتي تشمل الطريقة التي تتحدث بها لنفسك، وتفكر بها، ومدي شعورك بالإستحقاق، فاحترام الذات ينبع من داخل الإنسان، وهو المرآة لمعاملة الأخرين ورؤيتهم لك، العوامل الخارجية هي البيئة التي نعيش فيها، والأشخاص الذين نراهم ونتفاعل معهم كل يوم، فهؤلاء يلعبون دورًا كبيرًا في كيفية تصرفنا وتفكيرنا، على الرغم من أنه لا ينبغي لنا الاعتماد على هذه العوامل لتطوير أنفسنا، لكنه يظل سبب قائم، فقد يتأثر شخص بسبب تعليق علي مظهره، أو طريقة تعامل الآخرين معه، وهو أحد أكثر مصادر تدنّي الذات شيوعًا، وكذلك الأكثر هشاشة، فتقدير الذات هو حافز يلهم السلوك، ولكن السلوك يلهم أيضًا تقدير الذات، ويتسبّب هذا التفاعل بحدوث حلقة مفرغة بين الطريقة التي تتصرف بها، ومستوى تقديرك لنفسك، فلا يمكن لأحدهما أن يوجد دون الآخر، فمثلاً مع تقدير الذات المرتفع، من المرجّح أن تواجه صعوبات بالحياة، لكنك إيجابي، وهنا فرص النجاح أكثر، بالتالي زيادة مستوى الثقة بالنفس، ومع انخفاض تقدير الذات، من المرجّح الاستسلام، والتوقف عن المحاولة، وإذا استسلمت، وتوقفت، ستفشل ما يقلِّل تقديرك لذاتك، وثقتك بنفسك.

الثقة بالنفس تصبح علاقة سامة إذا تم توظيفها بشكل خاطئ، لأنها عامل مهم في حياة الفرد يحدِّد كيفية عيشه لحياته، ويؤثر على شخصيته وقيمته، وامتلاك احترام ذاتي جيّد هام، لأنه يلعب دورًا كبيرًا في كيفية اتخاذ القرارات بشأن الحياة، والأهداف التي نسعي لتحقيقها.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *