عندما نتحدث عن البدايات الأولى لرياضتنا، نجد أنها لاتتجاوز الاجتهادات ومحاولة تسجيل الحضور خلال المشاركات، بدليل الفرق والمنتخبات الأجنبية التي تحضر هنا، وتخوض لقاءات ودية في ملاعبنا، كـأننا ننتظر من يخرج بالخسارة الأقل، ولم يدر بخلدنا الفوز، وجاء أول حضور حقيقي للمنتخب السعودي بعد تحقيق كأس آسيا (88,84) تلاه نيل منتخب الناشئين لكأس العالم عام 89م، وعانق الهلال الكأس الآسيوية للأندية عام (91م ) وتوالت الإنجازات على صعيد المنتخبات والأندية، وفي الألعاب المختلفة كان لنا صولات وجولات وظفرنا بالذهب العالمي ذات مرة حتى بات اسم المنتخبات السعودية يتردد في وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية، غير أن وصافة فريق الهلال لأندية العالم بعد ريال مدريد، والأخير كان يلعب أمام الزعيم الآسيوي بطاقم كامل من اللاعبين الأجانب في حين خاض الهلال المعترك بخمسة عناصر أجنبية من الفئة المتوسطة، والفريق موقوف فترتي تسجيل، ورغم تلك الظروف وقف الهلال الند للند وبكل صلادة، وحقق الوصافة، وحينما اكتملت الصفوف الزرقاء تصدر المشهد عالميًا بعدد مرات الفوز، وأضاف مُنجزًا للرياضة السعودية، وأدار أعناق الرياضيين قاطبة لهذا الفريق. حقًا إنه خير سفير للرياضة السعودية، بقيادة الفهدين (ابن نافل والمفرج) والبقية الذين ساهموا في صناعة النجاح الباهر، وترجموا جهود الجهات المسؤولة إلى مكتسبات على أرض الواقع، فريق يعايش عالمه في العمل المنظم والعطاء وسط الميدان، والأكيد أن لكل نادٍ قصة متفردة تسرد تاريخه، وتعبر عن منهجه وأحلامه وطموحاته، وقصة الهلال السعودي، كتبها بمداد من ذهب وصاغها بأسلوب مشوق، وارتقى في منزلته العالمية إلى العلياء، حيث الشموخ، وما أروع أن يتصادف التكريم مع أهله، كان ذلك على صدر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، والاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، اللذين كرما نادي الهلال السعودي، بعد أن وضع له بصمة وإنجازًا، في أقوى نسخة من دوري روشن للمحترفين 2023- 2024م، بتحقيقه أكبر سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ أندية كرة القدم، (بـ34) فوزًا متتاليًا في كل البطولات، خلال الفترة من 25 سبتمبر 2023 حتى 11 أبريل 2024م.
وكسر كبير آسيا رقم فريق” نيو سانتس” الويلزي الذي بقي صامدًا منذ موسم 2016، ووضعه خلفه في المركز الثاني بـ27 انتصارًا متتاليًا، وفريق “أياكس امستردام” الهولندي الذي احتل المركز الثالث والرابع في عدد الانتصارات المتتالية بـ25 و26 انتصارًا، هذه المكتسبات العالمية تؤكد لنا أن رياضتنا تسير نحو القمة؛ عطفًا على الجهود المبذولة، والأمر لم يتوقف عند ذلك في التألق الرياضي؛ حيث تحولت أنديتنا لشركات تحقق أرباحًا ملموسة، وبين الأمس واليوم مسافة عريضة في وسطها قصة كفاح وبناء حتى وصلنا لأفاق يحق لنا أن نفتخر بها، ونحن نتغنى بيومنا الوطني (الـ94) ورغم هذا العمر المديد، وطننا يرفل في قمة شبابه ويضاهي الدول المتقدمة التي تسبقه في التاريخ والحضارة. حفظك الله يا وطن العز والمجد.