مُنح الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الصويان جائزة{شخصية العام الثقافية}، تقديراً لإسهاماته العلمية والأدبية والثقافية الكبيرة، على مدى سنواتٍ طويلةٍ، أصدر خلالها مجموعةً من المؤلفات الأدبية والثقافية الثريّة في الأنثروبولوجيا، والشعر النبطي، والمأثورات الشفهية، وقد تُوِّجت هذه الجائزة، بقيام سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، بزيارة الدكتور الصويان في منزله، وتسليمه الجائزة، التي تم الاحتفال بها خلال الأسبوع الماضي، برعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث كرّم سمو وزير الثقافة، الفائزين في الدورة الرابعة من مبادرة (الجوائز الثقافية الوطنية)، بحضور جمع من كبار المسؤؤلين والأدباء، والفنانين، والإعلاميين.
ولاشك أن هذه التكريم الرائع، لعدد من فرسان الإبداع في شتّى المجالات العلمية والثقافية، هو تقدير عال لكل الذين يعملون من أجل إثراء الساحة الثقافية والعلمية بعطائهم الثرّ، وخلاصة جهودهم وعطائهم وانتاجهم المتنوع المثمر، وتشجيعاً لكافة المبدعين في مجالات التنمية الشاملة، التي تعني ببناء الإنسان، باعتباره صانع كل عوامل النمو والتشييد.
وكما عبر سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في كلمته، فإن «بلادنا تعيش نهضة ثقافية كبيرة تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وقد حرصت وزارة الثقافة على أن تتبنّى استراتيجيةً لتنمية القدرات الثقافية، في رحلة ممتدة ومتكاملة مع الشركاء في مختلف القطاعات، وتأتي مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لتكون مظلة داعمة ومشجعة للمواهب وإبداعاتها».
وُلد الدكتور سعد الصويان في مدينة عنيزة بالقصيم عام 1944، ونال في 1971 بكالوريوس في الاجتماع من جامعة شمال إلينوي، ثم ماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة نفسها، ثم الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والفلكلور والدراسات الشرقية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي 1982، وبعد عودته، عُيّن أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود، ومشرفا على متحف التراث الشعبي في كلية الآداب، ورأس قسم الدراسات الاجتماعية، وتمت ترقيته إلى مرتبة أستاذ في عام 2003 م، وإلى جانب عمله الأكاديمي، ساهم الدكتور الصويان بفكره وقلمه في التعريف بالحياة الاجتماعية في الجزيرة العربية، ومايتعلق بها من تراث شعبي، فكان صاحب مبادرات تفصح عن علم واسع، ومعرفة واضحة، وانتماء لجذور هذه الأرض الطيبة، ترجمها من خلال ماكتبه على مدى سنوات طويلة حافلة بالعطاء والإنجاز وخدمة المجتمع.
ومن أعماله الجليلة خلال الأعوام 1983 – 1990، قيامه بمشروع جمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية، ونجح في تسجيل مئات الساعات من المقابلات الشفهية مع المسنين من رواة البادية، وجمع كل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب ووسوم وديار وموارد وتاريخ شفهي.
وبين الأعوام 1991 – 2001، رأس الدكتور الصويان مشروعاً لتوثيق سيرة الملك عبد العزيز آل سعود في الوثائق الأجنبية، والتي صدرت في 20 مجلداً ضخماً، يقع كل منها في حدود 700 صفحة تحتوي على ملخصات عربية وافية لما لا يقل عن 50 ألف وثيقة، من الأرشيفات الأجنبية، كما تولى الأشراف على مشـروع توثيق الثقافة التقليدية في
المملكة العربية السعودية، وصدرت في 12 مجلداً يقع كل منها في حدود 500 صفحة، تستوعب كافة جوانب الثقافة التقليدية.
وقد أصدر الدكتور سعد الصويان، العديد المؤلفات في الأنثروبولوجيا ودراسة الشعر النبطي، ومن أبرزها كتابه «الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور: قراءة أنثروبولوجية»، وكتاب «ملحمة التطور البشري» الذي منح من خلاله جائزة الشيخ زايد آل نهيان للكتاب فرع التنمية وبناء الدولة في الدورة الثامنة عام 2014.م كما منح جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة عام 2017م/ 1438هـ مناصفة مع الدكتور عبد الرحمن الأنصاري.
وبعد، فإن اسم الدكتور سعيد الصويان، سيظل في حياتنا الثقافية، له وقع خاص، أنه مرادف للأمانة العلمية، والعمل الميداني الجاد، والمثابرة المستمرة.
وستظل كتبه، تثير الفكر، وتنير الطريق أمام الباحثين لمزيد من البحث والدراسة والتنقيب الميداني .