اجتماعية مقالات الكتاب

ماهية التحدِّيات

ممّا لا شك فيه، أننا حينما نسمع كلمة التحدّيات، فإنه يخطر في بالنا، العقبات التى تواجهنا بشكل يومي في حياتنا، وهذه التحدّيات التى هي التي تصقل عقولنا، و تهذِّبها، وتجعلنا نبحث عن التفرُّد، والإبتكار مع صنع البصمة الخاصة بنا، والتي من خلالها يصبح الفرد متميزًا في محيطه.

وقد يتعقَّد الأمر لدى البعض، في ظل مواجهة التحدّيات والصعوبات في آن واحد، حيث أنً بعض الأفراد، حينما يتواجدون في محيط يكثر فيه المتميُّزون، ينخفض مستوى تقدمهم، بالرغم من تميُّزهم الكبيرعلى مستوى حياتهم العامة والخاصة، وتعود الأسباب إلى أن البعض يظن أنه حقق جميع أهدافه وأنه ليس بحاجة للمزيد، وهذا جُرم كبير يرتكبه البعض في حق أنفسهم.

وبلا شك، أن دورة الحياة المستمر، تجبرنا على تغيير الخطط لمرات عديدة، حتى لا يصبح ماضي الانجازات، مجرد ماض فقط، بل يستحدث مع التطور، ويصبح مخزونًا للتغذية الراجعة من التجارب السابقة التي مرَّ بها الفرد، وهذه التحدّيات ليست إلا المحرِّض الرئيسي لإستمرار الفرد نحو عدم التوقف.

إن الانسحاب من مواجهة التحديات، فشل ذو تأثير كبيرعلى الفرد، ويصاحبه ندم، وهبوط مستمر، و تدن في مستوى تقدير الذات، يصاحبه ندم عميق، مع الشعور بعدم الكفاءة، والقدرة على تحقيق الأهداف، و ربما قد يتطورالأمر إلى الرغبة في البقاء خلف الأنظار، لشعوره أن الأنظار تتجه إليه، ولاعتقاده أن أحدهم أخذ منه مكانته الإبداعية عنوةً.

إن أفضل علاج يعالج به الفرد اعتقاداته الخاطئة تجاه نفسه، هو المواجهة، ثم المواجهة، ثم المحاولة التي تثبت للفرد موقعه الصحيح في الطريق الذي يعبر منه، ليحقق أهدافه، ولذلك، حينما يجد الانسان نفسه في تحدَّيات كبيرة، عليه مواجهتها، وخوضها، وعدم التهرُّب منها، لأن هذا التهرُّب، يؤول إلى فشل ذريع، ودمار كبير في النفس.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *