اجتماعية مقالات الكتاب

مغلف بالود

في تعاملاتنا اليومية ،نتعامل بشكل مباشر وغير مباشر مع الآخرين ،وهذه طبيعة حياتنا و ديدنها القائم على العمل التعاوني و التحفيزي بين أفراد المجتمع الواحد حيث يعمل الجميع على دعم الاستمرار و العطاء و التحفيز للجميع ،وهذا هو أوج السلوك الإنساني الذي ينهض بالمجتمعات إلى أسمى درجات النجاح.

و قد يواجه الفرد في تعاملاته المختلفة ،بعض الأفراد الذين يعيشون معه في محيطه الاجتماعي و لهم أدوار مهمة في حياته ،لكنهم دومًا يصلون متأخرين عن أهم مواعيد الفرد ،وربما يحقق الفرد نجاحًا كبيراً يُشار إليه و يجد ذاته مصدر فخر من الجميع ،إلا ممّن يضعهم نصب عينيه و يهتم لأمرهم ،لا يجد سوى صمت عميق و تجاهل.

و من المؤلم حقًا أن يجد الفرد نفسه في موقف هكذا ،و هذا أحد أنواع التلاعب النفسي الذي يصيب الشخص الناجح بالإحباط و الحزن ،ومن الضروري معرفة ما يكنه الاشخاص الأقربون للفرد لأنهم في حال تكرارهم لمثل هذه التصرفات فإنهم اشخاص مغلّفون بالودّ و الحقيقة مخفيه تحت شعار الودّ الذي يرفعونه دومًا،

و على الفرد الذي يقرر، أن يكون ناجحًا عدم تعليق نجاحه على ثناء الآخرين عامة و لا يخفى علينا أن ثناء الآخرين وتعزيزهم في الحقيقة ، أحد دوافع استمرارية النجاح ،ولكن عليه أن يكون على قدر كاف من الوعي ،والذي يجعله مستمًرا ناجحًا من أجله و ليس من أجل الآخرين وأن يعي ان نجاحه غير مرتبط بمدح الآخرين له.

و من الجميل أن يُشاد بالشخص كشخص ناجح و ملهم، و من حقه الطبيعي أن يحصل على كلمات الثناء والتقدير من الاشخاص المهمين في حياته الشخصية، ولكن لكل فعل علامات : فإذا وجد الشخص بأنه يتعرّض إلى التجاهل المتعمَّد ،فإنه عليه أن يستمر في النجاح كرمًا لمن تجاهلوه عمدًا.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *