في عام 2009، غادر كرستيانو رونالدو مانشيستر يونايتد وهو أفضل لاعب في العالم، بعد أن حقق المجد والعلوّ الكروي، وعندما عاد في العام 2021؛ عاد وكل من في الأرض يعرفه، ومن ذلك، عرفنا الجملة الشهيرة:” كرستيانو خرج نجماً وعاد أسطورة”.
ولعل أكثر لاعب يمكن أن تتناسب معه هذه الجملة في العام 2024 هو: توني كروس. اللاعب الذي جاء من ناد عملاق كبايرن ميونيخ، وهو حاصل على دوري أبطال أوروبا في العام 2013، وكأس العالم 2014، بمعنى أنه قادمٌ من ناد كبير إلى ناد كبير أيضًا. اللاعب الذي وُصِفت صفقة انتقاله بــ ( سرقة القرن) التي كان بطلها الرئيس الذهبي فلورنتينو بيريز.
توني كروس، أو رجل الثلج كما يسمونه في الملاعب الأوروبية، اختار نهاية متفردة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولذلك يربط الكثير من الجمهور الرياضي اعتزال توني كروس بطريقة زيدان في الاعتزال. توني كروس قَدَمَ أفضل مستوياته هذا العام، ما جعل الشارع الرياضي بأكمله لا يتصور أبداً فكرة اعتزاله، خصوصاً عندما أعلن منذ شهرين فقط عودته من الاعتزال الدولي، ولكنه صدم الجميع بقراره الأخير؛ ليكون النجم الذي” عاد من الاعتزال كي يعتزل”.
سيستغرب الكثير هذا التصرف، ولكن وبتحليل بسيط، سيجد البعض الواعي أنه القرار الصائب.
من جهة ريال مدريد، فقد طَبق كروس فكرة زيدان” أنا لست اللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء” لذلك خرج وهو في قمة مستواه. ومن جهة المنتخب الألماني، توني كروس حقق كل البطولات الكروية الممكنة مع ريال مدريد، وحقق كأس العالم مع المنتخب الألماني، ولكنه لم يحقق بطولة أوروبا؛ لذلك هي البطولة الوحيدة التي يخلوَ جدار دولابه الشرفيّ منها، ولك أن تتصور معيَ عزيزي القارئ هذا المشهد:
نهاية في أعلى مستوى مع أكبر ناد في العالم، وتحقيق بطولة أوروبا التي لم أحصل عليها، والتتويج في بلدي؛ بحكم أن البطولة في ألمانيا، ما رأيك في مشهد الختام؟
لذلك عقلية توني كروس أسطورية داخل وخارج الملعب.