اجتماعية مقالات الكتاب

الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية

أهداني الصديق والزميل العزيز خالد محمد الحسينى نسخة من كتابه «حياة في الصحافة والتربية» في طبعته الثانية والتي تقع في (192) صفحة من القطع المتوسط، وكتب مقدمته الدكتور هاشم عبده هاشم معدّدًا الجوانب المشرقة التي يتمتع بها الأستاذ الحسيني وبخاصة فيما يتصل بالصحافة، مشيرًا إلى أن إصراره على الاستمرار في مجال الإعلام يؤكد حضوره وتوقّد حاسته وصدق انتمائه للمهنة.

وفي مستهل الكتاب ،تحدثً الزميل خالد الحسيني عن بداية علاقته بالصحافة منذ وقت مبكر من حياته حيث كان والده -رحمه الله-، يحرص على أن يحضر معه يومياً صحيفتي البلاد والندوة وكان هو لايزال في بداية المرحلة الابتدائية من دراستة في الثمانينات الهجرية فكان يجلس مع والدته -رحمها الله- ويقرأ صفحة: “ابو حياة والناس” التي كان يعدّها اأسبوعياً الأستاذ أمين سالم رويحي -رحمه الله- كما كان يقرأ مايقع في يده من مجلات وخصوصًا مجلة العربي ومجلة هنا لندن وغيرها من المجلات والكتب الأدبية والقصص.

واستمر لديه شغف القراءة ومتابعة الصحف بعد المرحلة المتوسطة ومدة دراسته في معهد المعلمين الثانوي الذي تخرج فيه عام 1394 هجرية وعين معلماً بمدرسة الحجون الابتدائية واستمر في قراءة الصحف بل ومراسلتها.

ويروي الحسيني في «حصادة » بأسلوبه المميز تفاصيل رحلته في دروب الصحافة والتربية والتعليم ويغوص طويلاً في ذكريات مضت عن أحداث وشخصيات طواها الزمن ،ومواقف لم يتردّد صاحبها في وضعها في كتاب ،ولم يقف موقف المتحفظ أمام الحديث عنها فضلاً عن تدوينها ،ليقينه بأن تجربته الصحفية والتربوية مهما كانت بسيطة ،إلا أنها جديرة بالتسجيل وفي استحضارها قيمة يشاركه فيها العديد من الشخصيات التي عايشها طوال 38 عاماً من العمل الصحفي والتربوي، معتذرا للقارئ عن أي قصور أو نسيان للأشخاص والمواقف.

كان عام 1397 هجربة بداية عمله الصحفي في جريدة البلاد، التي انتقل منها إلى صحيفة الندوة، وبعدها لإدارة مكتب صحيفة الرياض في العاصمة المقدسة لمدة (11) عامًا، ليعود بعد ذلك إلى جريدة الندوة، ثم البلاد مسجلاً في كل هذه المسيرة والأعوام الحافلة بالعطاء العديد من الوقفات والذكريات التي مرّ بها خلال عمله ومعاناته مع مهنة المتاعب وصورًا من رحلتة في العمل التربوي، حيث بدأ معلمًا مبتدئًا ثم تأسيسه لمدرسة الملك خالد الابتدائية في مكة المكرمة بعد خمس سنوات من بداية عمله معلمًا وتحديدًا في العام 1399هـ، ليستمر بها حتى عام 1417هـ عندما اختير مديرًا للمدرسة الرحمانية الابتدائية أقدم مدارس مكة المكرمة والتي استمر بها حتى تقاعده.

كانت أحداث الحرم المكي الشريف عام 1400هـ ، نقطة تحول في حياة خالد الصحفية – كما أشار في الكتاب- باعتبارها حدثاً غير عادي، ومحاطاً بإجراءات أمنية مكثفة تعيق الحصول على أي أخبار أو التقاط صور لما يجري، إلا أأنه استطاع في تلك الفترة ،إنجاز الكثير من الأعمال الصحفية التي انفردت بها صحيفة البلاد، من ضمنها إجراء لقاءات مع الشيخ محمد السبيل إمام الحرم ،وشيخ المؤذنين عبدالملك مُلا ، والمؤذن الشيخ عبدالحفيظ خوج – رحمهم الله -الذين كانوا شهودعيان لذلك الحدث . وكذلك اللقاء الذي أجراه مع سمو الأمير فواز بن عبدالعزيز “أمير منطقة مكة المكرمة “-رحمه الله-.

كما أجرى حديثا صحفيا مع العميد فالح الظاهري قائد إحدى المهمات في الحرم ،وبعد مرور خمسة أيام من المرابطة حول الحرم ،سُمح لوسائل الإعلام الوصول إلى منطقة الشاميه بالقرب من الحرم ،فكان أحد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله – بعد الإنتها ء من تطّهير المسجد الحرام من المعتدين على حرمته وأمنه، وكذلك تغطية زيارة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- للمسجد الحرام بعد تطّهيره .
(وللحديث بقية .. )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *