تكملة لمقالي السابق: وفي الرسالة التي بعث بها إليه الأستاذ مصطفي أمين في عام 1959م بمناسبة اختياره رئيساً لتحرير مجلة الجيل ااتي تصدرها دار أخبار اليوم وكان أنيس منصور في رحلته الشهيره حول العالم فى 200 يوم .قال له مصطفى أمين إنك ستتولى رئاسة تحرير مجلة الجيل ولاتتصور أنني أكتب إليك خطاب تهنئة أنني أعرف أكثر من غيري ماهو منصب رئيس التحرير،إن رئاسة التحرير، عرق يُبذل ،ودم يُسكب ، وأعصاب تحترق. إنه منصب لايعرف العطلة الأسبوعية ،ولا الإجازة السنوية ،ولا ساعات محدّدة للعمل .إ
ن رئيس التحرير هو صحفي لمدة 24 ساعة يأكل وهو صحفي ، ينام وهو صحفي، ويحلم هو صحفي أيضاً. ولعل من يقرأ الكتاب الذي حرّره وجمع مادته تلميذه وصديقه الدكتور مجدي عفيفي ونشرطبعته الأولى عام 2015 بعنوان ( آخر 200 يوم مع أنيس منصور..مذكرات..مراجعات..اعترافات) والذي يضم بين دفتيه أكثر من500 صفحة ،سيكتشف جوانب وأسرار وحكايات من حياته اختصه بها وأوصاه بنشرها بعد رحيلة.
ويحتوي الكتاب على سبعة فصول، الأول: تقاسيم على قيثارة أنيس منصور، والثاني: مذكرات أنيس منصور السياسية في مشواري ” السري” بين القاهرة وتل أبيب : مهام سياسية مباشرة، والثالث: في مذكراته العاطفية الخاصة” حكيت وبكيت” كان يحكي كثيرا.. ويبكي أكثر، والرابع: مذكراته الصحفية في (بلاط صاحبة الجلالة كانت لهم أيام)، والفصل الخامس : نبوءات.. واعترافات ومكاشفات، من خلال الأحاديث الأخيرة معه.. والسادس : (نحن أولاد أنيس منصور)، والفصل السابع : صورة نادرة من الصندوق الأسود.
أمّا مقالاته في الصحف ،فهى تعدّ بالآلاف فى الأخبار وأخبار اليوم والاهرام ومجلة الجيل وآخر ساعة وجريدة الشرق الأوسط ومجلة أكتوبر.
وبعد ، فإن البعض اختلف معه فى السياسة، ولكن لم يختلف أحد على أنه من أكبر الكتّاب وأقربهم إلى القراء.عاش أنيس منصور محباً للآداب والفنون ، دارساً للفلسفة ومدرساً لها ،مشتغلاً بالصحافة وأستاذاً من أساتذتها، ومسهماً في كل تلك المجالات وغيرها بمؤلفات تشكِّل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة. كتابات عكست نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة وساهمت في تشّكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب في العالم العربي.
وقد ختم مشواره الصحفي الطويل والفريد ،بكتابة عموده اليومي والشهير بصحيفة الأهرام “مواقف”، والذي يدرّس في كليات الإعلام على أنه النموذج للعمود الصحفى المثالى والذي ظل يكتبه -رحمه الله تعالى- حتى قبل وفاته في 21 أكتوبر2011 م .