العنوان أعلاه وضعته في كافة تفاصيله تفاصيل الخبر بعد تحقيق المنتخب السعودي للتايكوندو ميداليتين ذهبيتين في المنافسات الآسيوية الـ 26 المقامة في فيتنام، وربما أن الاختلاف في إدراج البطلين (رياض الظافري ودنيا أبو طالب) في ناصية العنوان بعد أن توشحا الذهب الآسيوي لأول مرة في تاريخ اللعبة الخميس الفارط، وشداد الذي وضعته بالعنوان أعلاه هو رئيس الاتحاد السعودي للتايكوندو، العميد شداد بن طالع العمري مهندس قصة المجد الأحادي المتفرد، والإنجاز الأخير امتداد لأمجاد سابقة رسم سيناريو طريق الذهب منذ اللحظة الأولى لدلوفه أروقة الاتحاد؛ حيث توشح اللاعب محمد السويق أول ميدالية عالمية ذهبية في تاريخ الاتحاد على صعيد الناشئين عام (2017)، وتواصل البناء للأولمبياد عن طريق اللاعبه العالمية دنيا أبو طالب بالمكاسب المتلاحقة آسيوياً وعالمياً، وهي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ اللعبة. تلك الأولويات لاحت خلال سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة؛ جسدها الرئيس الذهبي المحنك، وأكد من خلال عمله المميز أن التألق ليس محصوراً على فئة معينة، وباتت المكتسبات في اتحاد التايكوندو تسير جنباً إلى جنب بين السيدات والرجال، وهذا لم يأت من فراغ، وإنما تحقق بعمل دؤوب بعد أن توسعت مدارك هذا الاتحاد، وتم صناعة اللاعبة المؤهلة والحكمة التي تقود المعتركات داخل الميدان، والحال ذاته للرجال على صعيد اللاعبين والحكام. نجاح متنامٍ كان مثار إعجاب المتابعين والعاشقين للعبة، وحتى من ينافسها على صعيد القتال في الاتحادات الأخرى، وكان طبيعيًا ومن باب الإنصاف تتناثر عبارات التقدير والإشادة، حقاً إنه تميز يعايش عالمه، والقصة لم تنته، فهناك ملامح بطولية تنتظر لاعبي ولاعبات التايكوندو في المنافسات العالمية المقبلة، بعد أن وضعوا قدماً في محيطها، أعيد القول: العميد شداد يحمل من اسمه الكثير، فعمله تغلفه الشدة حتى يتحقق الهدف، وروحة عالية شفافة وثابة في التعامل مع فريق العمل، ومن يقف معه، انصهرت الجهود في بوتقة واحدة؛ فأخرجت النجاح الذي يلامسه الجميع، ولاشك أن هناك جنوداً في قالب العطاء يترجمون التوجيهات على أرض الواقع بداية بالمدير التنفيذي محمد الشهري، مروراً برئيس اللجنة الفنية ثامر السعران، ومن يقود دفة الحكام الكابتن فايز السلولي، ومدرب المنتخب الروسي قربان، والمدربان الوطنيان محمد سعد القحطاني وفهد الدويسان، ومدير المنتخب ناصر القحطاني، كوكبة متناغمة كلٌّ يرسم النجاح على قدر عزيمته حتى تكاملت تلك المنظومة؛ فعزفت أحلى الأنغام وسط الميدان، وصفق لها المتابع بكل تجرد، ياسادة اتحاد التايكوندو نموذج فريد في العمل والإنتاجية- كيف لا- وهو يحطم هيمنة من أسس اللعبة من الكوريين، وينتزع القمة من براثنهم، وهنا تتوقف الكلمات في مثل تلك الظروف ويبقى الحدث خير شاهد، ويحتاج للتمعن والتمحيص، وينبري سؤال في خضم تلك الظروف.. هل السنوات القليلة التي قضاها العميد شداد وجنوده المخلصون كفيلة بصنع هذا الاتساع في المنافسات المحلية والتألق الخارجي، وتبوء القمة الذي لم يحضر عبر مسار العبور التدريجي من قارة لأخرى، وإنما جاء من المسار الأعلى بالوقوف في المنصات العالمية والآسيوية، بعد أن تم تجهيز الأبطال بكامل العدة والعتاد؛ حيث دان لهم تفكيك المعادلة الصعبة، فهنيئاً لاتحاد التايكوندو بالعميد شداد، وهنيئاً لشداد بالمكتسبات التي رسمها جنوده محلياً وخارجياً، ودخلت بلا تجرد في أغوار التاريخ لتفردها، وستبقى خالدة مهما تقادمت الأجبال.