رحم الله الدكتور عبد الله المعطاني ، أستاذ الأدب الشهير. كانت معرفتي به عن بعد ، لكنني عرفت أخاه الشيخ الدكتور فهد المعطاني ،شيخ شمل قبائل هذيل ،فقد زرته في مرابع هذه القبيلة العريقة ،فيما بين مكة والطائف ، وقد قادني إلى مكان فسيح بين الجبال ،وقال لي :صل هنا على مربع من الأرض محفوف بحجارة صغيرة ،حيث تم اللقاء بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفر من الجن الذين استمعوا نيابة عن قومهم إلى القرآن الكريم تلاه عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
وعقيب هذا اللقاء، قالت الجن :”إنا سمعنا قرآنا عجبا”. فالقرآن هو الدستور الأعظم للبشر، وقد ورد في القرآن أوصاف كثيرة لهذا الدستور الرباني. فهو الحكيم، العظيم، الكريم، المجيد، المنير، المبين، العزيز، القيّم، الفصل، الصدق، العدل، التنزيل، المثاني، القول الثقيل، الروح، الصراط المستقيم الرحمة، الهدى، الشريعة، البصائر، المثاني، البرهان، كلمات الله، العلم، البيّنات، الذكرى، التذكرة، الذكر، الموعظة، الشفاء، التبيان، المهيمن، الحق، حق اليقين، تفصيل كل شيء، تصديق الذي بين يديه وأوصاف عالية أخرى لا يتسع المقام لتفصيلها.
ولكل اسم من هذه الأسماء والأوصاف نصّ من القرآن الكريم. خذ مثلاً وصف الروح ووصف النور. قال تعالى: “وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا”.
أما الحديث النبوي فهو أفصح ما قالته العرب. ولنأخذ مثال ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :”يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية”.
ولنا هنا وقفة مع “الذيب”. فهو في الذاكرة الشعبية رمز على الشجاعة وسعة الحيلة. على عكس الحقيقة. إذ لم يتحقق السلام بين الذئاب والغنم إلا فترة ثلاثين شهراً خلال خلافة عمر بن عبد العزيز. حسب ما جاء في كتاب :”خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز” لعبد الرحمن الشرقاوي. ففي تلك المدة ،لاحظ الرعاة الذئاب تسير جنباً إلى جنب مع الشياه دون إيذاء، فصار الرعاة يعطون الذئاب الطعام الذي يكفيهم. يقابلون المروءة بالمروءة. وفي ذات يوم انقضّ الذئاب بغتة على الشياه دون سابق إنذار فعلم الرعاة أن الخليفة الصالح قد مات، فأخذوا حذرهم من بعد ذلك.
وقد أطلق القرآن الكريم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الحكمة. فقال تعالى في الخطاب إلى نساء النبي عليه الصلاة والسلام: “واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة”. وتأتي السنة النبوية لتبيين ما يحتاج إلى بيان من الدستور الأكبر للبشرية ألا وهو القرآن الكريم . والسنة الثابتة عن رسول الله وحي من الله لقوله تعالى: “إن هو إلا وحي يُوحى”
بقي عندي سؤال :هل نضيف وصف “العجب” إلى بقية أوصاف القرآن الكريم؟