اجتماعية مقالات الكتاب

الانتخابات بين النزاهة والفساد

أبرز الانتخابات التي نتابعها هي انتخابات الغرف السعودية والمجالس البلدية ورغم أن المجالس البلدية كيان كان يفترض أن يكون عظيماً ورافداً هاماً لخدمة الوطن والمواطنين إلا أنها لم تكن على مستوى الطموحات فكان حلها حلاً لراحة الناس علماً بأنني ممن يتمنون عودتها في زمن المحاسبة الدقيقة فهذه الجهات دورها تكليف وليس تشريف يجب أن تقوم بواجبها على الوجه الأكمل وأن يكون هدفها الأول والأخير هو خدمة الوطن بكل إخلاص وأمانة ، هذا ما يفترض أن يكون لكن الواقع يحدثنا بخلاف ذلك ليس بالكلية وإنما في بعضه والبعض هذا يؤثر على الوضع بالكامل إن لم يتم إيقافه ومحاصرته والقضاء على أحلامه المريضة ، لم يسبق لي أن شاركت في انتخابات إلا مرة واحدة ولم أكررها ويبدو أنني لست من المرغوب في مشاركتهم ذلك أنني كثيرة السؤال عن خطة المرشح القادمة وتاريخه وطموحاته من أجل الوطن والمواطن لأنني اعتقد أنه لا يستحق الترشح إلا من كان في جعبته وفكره ما يفيد المجتمع .

مااتخذته وزارة التجارة وأعلنت عنه مؤخراً حول انتخابات غرفة الرياض وإلغاء التصويت غير النظامي كان إجراءً مستحقاً لمن اعتبر التصويت لعبة يمارسها ليحقق ما يريد للأسف. لكن لماذا لم تكن الانتخابات من الأساس دقيقة وشفافة وتتسم بالمصداقية والنزاهة؟ ألم يكن الأجدر بالقائمين عليها أن يكونوا أكثر حرصاً وانتباهاً أن مثل هذه التحايلات متوقعه أم أن التقنية لم تكن دقيقة كما يجب؟ وعموماً التصحيح ولو متأخراً خير من استمرار الخطأ. لا أدري لماذا ينتهج البعض التسابق غير المشروع للحصول على المناصب؟ أي دنيا يريدون وأي وجاهة يسعون لتحقيقها؟ والله إن الوجاهة الحقيقية في نزاهة المرء وصدقه مع الله ومع ضميره فعلى رسلكم أيها المتسابقون من أجل الغرف فإن لم يكن في حصيلتكم ما ينفعكم عند الله ثم الوطن فأحجموا خيراً لكم.

فنحن في زمن محاربة الفساد والبقاء للأفضل وجميعنا يتذكر كلمة ولي العهد حفظه الله (لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد سواء أميراً أو وزيراً أو أياً كان) والحقيقة أن الغرف السعودية كيان هام جداً فدورها المناط بها وواجباتها أكثر أهمية وإن لم يلمس المجتمع الموجودة فيه الغرف ذلك ويثق في عملها فما قيمتها دون ذلك؟ لا شك هناك عاملون مخلصون بعملهم شغوفون كلهم حرص وتفان وصدق لكن فئة المتحايلين المتكئين على جهود غيرهم لهم تأثير سلبي غير مرغوب أبداً ومحاسبتهم ضرورة لتنقية الأجواء من آثارهم وفي هذا الصدد دائماً أتذكر الآية الكريمة( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ـ وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) وقول الرسول عليه الصلاة والسلام(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) ليت هذه الآية وهذا الحديث يعلقان في مكتب كل مسؤول كبيراً كان أم صغيراً لأنه حين يراها كل يوم يتذكر أنه محاسب فالذكرى تنفع المؤمنين ويتذكر الحكمة التي تقول (افعل ما شئت فإنك محاسب) لو تنتهج الغرف السعودية محاسبة المرشحين حين لا يفون بما وعدوا به من إنجازات وتطبق في حق من وعد وأخلف عقوبات عدم الوفاء والإخلال بالمصداقية ذلك أن المرشحين صاروا يقدمون باقات من الأحلام بهدف ترشحهم ثم تتلاشى تلك الوعود أدراج رياح أدراج المكاتب التي يجلسون عليها!! والسلام عليكم أيها الناخبون!! والله ليس في الحياة مايستحق أن نتحايل لنصل إليه، ولا يستحق الوطن تجاهل مصلحته لمصلحتنا، ولا تستحق الأمانة أن نسلك طرقاً ملتوية مظلمة لنصل لما نريد، ولا يستحق الآخرون أن ندوس حقهم لنحقق أهدافنا ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *