التميُّز و الابتكار و التوحُّد في مجال ما والنجاح فيه، لهو تفرُّد بين الأقران و سبقهم في المجال الذي يبدع فيه الفرد.
هذا التفرُّد يعدّ نجاحاً للمجتمع كون أن الفرد جزء من هذا المجتمع الذي يمثله ، وتنجح المجتمعات بتميُّز أفرادها و تقدمهم في شتّى المجالات التي تبقيهم في الصدارة.
و يصنع هذا التميُّز مجتمع فريد من ذات النوع ، وهذا التفرُّد يزيد من مكانة المجتمع و يصبح موضع للإهتمام و الإشادة ، ولكن هناك خيط رفيع بين التفرُّد ووهَم التفرُّد حيث أن البعض حينما يبدع في مجال ما في سير حياته ، قد تختلط لديه الأمور بسبب عدم الاتزان مع تفرُّده ، فيصبح متوهماً بأنه هو الوحيد الذي أصبح متميّزاً على الجميع.
وغالبا ما يقع الفرد في فخ وهَم التفرُّد،ما يترتب عليه أمور أخرى أسوأ ، منها الشعور برفعة الذات والغرور و الشعور الدائم بالكمال ، ليس هذا فحسب بل قد يتطور الأمر إلى حدّ عدم تقبُّل نجاح أي فرد آخر لأن هذا يشكّل تهديدًا مباشراً له و لذلك يحاول بشتّى الوسائل منع نجاحات الآخرين.
و قد تتعقد المسأله لدى موهوم التفرُّد، و ينشغل عن مواصلة نجاحاته بمحاربة الجميع و عدم القدرة على تقبُّلهم بل و يتعمّد تسفيه إنجازاتهم والإستهزاء بها. تعود هذه التصرفات إلى المتوهم بشكل عكسي فيصاب بنوبة من القلق وعدم القدرة على التحكُّم في ردود فعله السلبية المستمرة و قد يتفاقم الأمر إلى شعوره بالعظمة.
و في الحقيقة أن النجاح متاح للجميع ، و كل فرد ناجح و لامع إنما ينجح بجهده و مواصلة نجاحاته ،وعلى الفرد أن يكون متزناً في مراحل نجاحاته حتى لا يصاب بوهم التفرُّد ليتسنى له وجود أشخاص ناجحين آخرين مبدعين بشكل منقطع النظير في مجالات أخرى بل عليه أن يحافظ على نجاحه و على مكانته و العمل على تطوير قدراته والتواضع فلا نجاح يتفرّد بشخص ما بعينه.
fatimah_nahar@