تؤثر الحياة والعواطف على إدراكنا للأشياء التي نكتب عنها في الأدب؛ مثل عواطف المؤلف وخبراته والبيئة التي يتأثر بها وتؤثر على كتاباته؛ من الأمثلة الرئيسية على الحياة المؤثرة في الأدب عصر نهضة هارلم فلن يكون الأدب ممتعًا إذا لم تؤثر عليه الحياة بطريقة ما ، كل فعل نتخذه يتأثر بمشاعرنا سواء كانت جيدة أو سيئة والشيء نفسه ينطبق على الأدب؛ حيث يحب بعض المؤلفين الكتابة بناءً على ما يشعرون به في ذلك الوقت؛ من الأمثلة على ذلك آن برادستريت التي كتبت عن كيفية النظر إلى النساء بازدراء في الحقبة الاستعمارية وأصبحت أول كاتبة تنشر عن المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية لأنها كتبت ما كانت تشعر به؛ بالإضافة لمشاعر المؤلف تؤثر تجاربه أيضًا على أعماله الأدبية؛ حيث إن جلب التجارب الشخصية لا يؤدي إلا إلى إثراء وتعميق تجربة القارئ.
لا تؤثر التجارب على الأدب فحسب ، بل تؤثر البيئة أيضًا حيث يتغذّى المؤلف من البيئة التي يتواجد فيها وقد يكتب بعض المؤلفين عن البيئات المعادية أو المتصلة؛ تأثر الأدب بشكل كبير بالحياة خلال عصر نهضة هارلم حيث كان هذا ازدهارًا للثقافة الأمريكية الأفريقية خاصة في الفنون الإبداعية، وكتب المؤلفون خلال هذا الوقت موضوعات كالاستيعاب والاغتراب والفخر والوحدة وساعد هذا العالم في الحصول على فهم أفضل للعرق الأفريقي الأمريكي.
ومنه قرر العديد من الكتاب استكشاف الكلام العامي للسود والأشكال الغنائية وإنشاء أعمال تتعرف على الجماهير السوداء وتحدثت العديد من الأعمال بعدها عن الاغتراب الذي تعاني منه الأقليات بالمجتمعات المختلفة بل وسعي المؤلفين إلى التحرر من القيِّم الأخلاقية الفيكتورية من خلال هذا التقدم في الأدب وابتكار أسلوب جديد للشعر يسمى “جاز” الشعر، وهذا النوع من الشعر له إيقاع مثل موسيقى الجاز وشعور بالإرتجال.
يمكننا أن نرى كيف تؤثر الحياة على الأدب من أشياء مثل العواطف والبيئة وخبراتنا فهي تؤثر جميعها على إدراكنا إذا كانت الأشياء التي نكتب عنها في الأدب، ولقد أثبت العديد من المؤلفين والشعراء مدى صحة ذلك.
NevenAbbass@