البارحة كان موعد عراك جديد لدربي الغربية، الذي جمع الأهلي بالاتحاد، على اعتبار أن الأول مستضيف. اللافت أن هذه المواجهة التي كانت في السابق تأخذ زخماً كبيراً من الاهتمام قبل موعدها إلا أن الوهج الذي يحيط بها ذاب ولم تعد كذلك، هذا على الصعيد الإعلامي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أكون مبالغاً إذ إن هناك رياضيين لم يعلموا بموعد المباراة إلا بعد أن بدأ مخاضها، ويبدو أن طغيان الهلال على الساحة وتفرده قد يكون سبباً في ضبابية تلك الأجواء، وللتوضيح أكثر انصرف جل إعلام الفريقين للنيل من الزعيم، بل إن هناك أسماء إعلامية محددة نذرت نفسها لنهش وصيف العالم، وبات شغلها الشاغل التطرق لكيفية تجهيزه لكأس العالم المقبل والدعم اللامحدود على حد قولهم، رغم أن فرقهم يتواجد بين جنباتها عناصر يشار لها بالبنان، وقد تم تغيير جلدة الأهلي بعد صعوده للكبار بأسماء رنانة، والحال ذاته مع الاتحاد، فهو الآخر يملك عشرة عناصر أجنبية، علاوة على المحليين الذين تم جلبهم من فرق أخرى. أعود لوهج مباريات الاتحاد والأهلي الذي خفت، وأخشى أن يصبح هامشياً بقدر المؤشر الذي وصل له نزال الاتحاد والوحدة، وكانت قمة الغربية تجمع هذا الثنائي في وقت سابق؛ بل إن الكثير لا يعرف أن التنافس كان بين الفرسان والعميد، ودخل الأهلي في حقبة التسعينيات الهجرية- السبعينيات الميلادية- وأزاح الوحدة، وتحول الصراع بين الجارين حتى يومنا هذا، بقدر ما كانت المنافسة محصورة بين الهلال والشباب بالرياض، عندما كان النصر في الدرجة الثانية، وحتى بعد صعوده تواصلت قمة الليوث والزعماء، غير أن فارس نجد حل مكان الشباب، وأخذ مقعد المنافسة والمدرج الشمالي، وتوارى الشباب وضعفت قواه وهبط للدرجة الأولى، واشتعل لهيب تنافس عملاقي الوسطى هلال ونصر، وعندما عاد الشباب شباباً لم يسعفه ذلك، فعشق الجماهير اتجه للنصر، والهلال تتضاعف شعبيته، وبقي شيخ الأنديه لايمتلك إلا جماهير لا تقارن بشعبية من يقطن في ضاحية العريجاء، والأكيد أن الهلال من الوهلة الأولى خلال موجة تنافسه لم يفارق الساحة، حتى وهو يمرض لا يتوارى، بسط نفوذه في أول صراع كروي رسمي جمع المناطق (81 هـ) وحقق أول كأس للملك، بعد أن اتسعت رقعة المنافسة وتمسك بالقمة حتى هذا الوقت، وتطاول إلى العالمية وحل وصيفاً بعد ريال مدريد داخل الملعب، وتبوأ القمة العالمية حالياً بعدد مرات الفوز المتتالي، وأصبح يحطم رقمه بعد أن تجاوز الجميع. إنه هلال يعايش عالمه؛ أجبر الإعلاميين المحايدين لإنصافه في حين اتجه المناوئون للنيل منه بطريقه سمجة، غير أن القافلة الزرقاء تسير ولا تكترث بما يحدث من ضجيج، وردها داخل الميدان، ولاريب أن كل فريق حالياً يلعب أمام الهلال يحاول النيل منه لإيقاف مسلسل مكاسبه، التي وصلت للثلاثين، متفرداً بالقمة العالمية، وقد يتضاعف هذا الرقم رغم ضغط المواجهات التي تحيط به في بطولات متباينة. بقي أن نؤكد أن انتصارات الهلال لاحت بصافرة أجنبية من مختلف أنحاء العالم، بعد أن غيب الطاقم المحلي خشية الدخول في منزلق الأخطاء التي تحدث وسبق وأن اكتوى بها، وما حدث للطائي الباحث عن الهروب من مناطق الخطر خير شاهد، وفرق أخرى لامسها ذات الإشكالات. عموماً القصة تطول مع تألق الزعماء وتميزهم، وارتفاع الأصوات الباهتة التي تحاول النيل منه.