يسير الناس في حياتهم وفق منهجية محددة وضعوها لأنفسهم ،ومن خلالها يراقبون خطوط سيرهم الذاتية، ويحددون مدى صعودهم في سلم النجاح، ويحققون من خلال هذا السير المنتظم النمو الصاعد لأهدافهم ، و استمرارية شحذ طاقتهم للمواصلة على تحقيق نجاحهم.
وقد يواجه الأفراد ظروف صادمة تجبرهم على تغيير مسارهم ،بسبب ان المواصلة على المنهجية التي وضعوها سابقاً ،أصبحت في طور التقلص بدلاً عن النمو ،وهذا أمر قوي جداً على الأفراد سواءً على المستوى النفسي أو الاجتماعي مع نفاذ الحلول البديلة ويشكِّل مأزقاً كبيراً ومأساوياً.
وفي هذه المرحلة يتصاعد شعور الخوف والقلق و الاحباط ،مع تأثر الحالة النفسية وتدني مستوى القدرة على استيعاب الخسارة الفادحة التي ألمَّت بهم ،وقد لا يتأقلمون معها ،وليس بحوزتهم تقبل فقدان أحلامهم التي حققوها ،ويصابون بالحيرة الشديدة حيال هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ على حياتهم، وقد يفقدون الأمل الذي يمكنهم من خلاله البدء من جديد.
و يقف الفرد أمام صرّح تحقيقاته الذي لم يعد كما كان يائسا و حزينًا و متألمًا ،مع مصاحبة ضبابية الرؤية ، وبسبب الألم النفسي الذي خلفه هذا التغيير،خائرة قواه أمام المصاب الذي أصيب به.
و بلا شك أنه حينما يُجبر الفرد على تقبل التغيير القاسي الذي جعل حياة نجاحاته على المحك، فإنه ليس عليه أن يسخط و يطيل الألم فقد وقع الحدث أياً كان شدّته.
وتتطلب هذه المرحلة الإيمان بقضاءً الله إيمانًا تامًا، و من ثم الإيمان بالذات ،وعدم ترك الذات في حالة ملامة، وعدم الاستسلام للقلق المدمر ،والخوف الذي يقتات النفس ،والتأكد من أن التغييرات المفاجئة ماهي إلا خيرة ،وأن الفرص التي ستأتي ستكون هي الأفضل، وأن لا ينسى الفرد أن حياته مراحل مختلفة و كل فصل من فصولها سيكون الأجمل بشكل مختلف بإذن الله.
fatimah_nahar@