تعود عجلة دوري روشن للمنافسات من جديد، بعد فراغ الدوليين من المشاركة في منافسات المجموعة السابعة للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم2026 وآسيا 2027، التي تتزامن مع أيام الفيفا، والأكيد أن البدايات للركض المحلي بعد الاستئناف يشوبها بعض السلبيات لغياب اللاعبين عن أجواء المباريات، وربما أن عناصر الهلال المحلية والأجنبية الأكثر مشاركة خلال فترة التوقف، وهذا بلا شك يضع الجهاز الفني في حيرة للتأكد من الجاهزية الفنية واللياقة للعناصر المختارة قبل العودة للركض، لأن كل مدرب له طريقة في التجهيز والاعداد، وبعيداً عن الصراع المحلي، الهلال الفريق الأوحد الذي بقي من ممثلي الوطن لخوض الصراع الآسيوي، غير أن وضعيته المستقبلية صعبة، وتحديداً قبل مواجهتي دور الأربعة أمام نظيره العين الإماراتي الذي منح تسهيلات من اتحاد بلاده، ولا شك أن النزال مفصلي ولا يحتمل التفريط، غير أن الهلال يقع في مصيدة الترحال ما بين الإمارات والرياض وجدة قبل مقابلة الإياب، ويقيني أن تأخير لقاء الأهلي أو تأجيله، لن يكون فيه ضرر، خاصة أن الزعماء يغردون في الصدارة، والمنافسة باتت على المراكز الأخرى، و يتعين النظر في وضع ممثل الوطن في مثل هذا التوقيت الذي لا يوجد من أندية روشن إلا زعيمها يقارع خارجياً، وهذا حق مشروع لخدمة فريق يعكس صورة رائعة عن رياضتنا، ويترجم الطموحات المنشودة، ولن أسرد أوراق الماضي والمباريات التي ضغط فيها ووصلت (لـ11) ويعد ذلك رقماً قياسياً خلال شهر واحد، بمعنى أنه يلعب كل ثلاثة أيام، وتواصلت تلك النغمة في منافسات أخرى، وبات الهلال والضغط صنوان لا يفترقان، بل إنه اعتاد على مثل تلك الأجواء، وما حدث الموسم الماضي خير شاهد، ولن أطالب بتفريغه للمشوار الآسيوي، أو منحه معسكراً خاصاً، كما جهز للاتحاد في وقت سابق، ولكن الموازنة مطلوبة لتحقيق المصلحة العامة، التي لا تضر بالفرق المحلية وبذات الوقت تخدم ممثل الوطن، وهذا أقل واجب يمكن تقديمه واللائحة التنظيمية لمسابقة الدوري السعودي للمحترفين تجيز ذلك من خلال المادة(9). الفقرة (6)، الأمر الآخر هناك أصوات نشاز تحاول المساس بتفوق الهلال وتفرده رغم الإمكانات العالية التي قدمت لفرقهم من نجوم متميزة وتسديد ديون، تلك الثلة من الإعلاميين هل يريدون أن يستكين الهلال أو يحبط؛ لكي يتراجع لأرقامهم، وهذا ليس حلاً، ولكن السير على خطا الزعماء يفترض أن يكون ديدن مطالباتهم؛ لأنه السبيل لمعادلة الكفة، المحزن في طرح من يرى أنه (نبيه)؛ بوصفه الدوري السعودي بالفريق الواحد لأن الهلال يغرد بعيداً عن البقية ونجح بامتياز، بعد أن سجل رقماً جديداً يحسب للرياضة السعودية بعدد مرات الفوز، وهذا ما زادهم غيظاً، علماً أن المنجز يؤكد تميز وقدرة من يدير الفلك الإداري في هذا النادي العتيد، ورجالات الهلال ليسوا مسؤولين عن تواري من لا يستطيع تجسيد ذات العطاء، ويكفي هذا النادي الثناء من الإعلام العالمي والعربي، وفي مثل هذه التوقيت نقول: عدم قدرة فرقكم على مجاراة الهلال، لا يعني محاولة كبح جماح المتألق، وإنما علاج نواحي الخلل لمن منح امتيازات ضعف ما قدم للهلال، غير أن النجاح بقي عنوان للزعماء في الصعيد الإداري برسم المعنى الحقيقي للحوكمة، وتسيير الأمور بعيداً عن المنزلقات المالية، كما يجسد الإبداع نجومه وسط الميدان، الأهم في مثل تلك الظروف ترك المساس بالمتألق لأن اللعبة باتت مكشوفة من خلال تبادل الأدوار، وعليكم إصلاح الأخطاء التي ساهمت في تواري فرقكم، ولأنه لا يصح إلا الصحيح بقي الهلال في قمته، ومن يحاول قذفه بالحجر، فلن يحرك ساكناً في مسيرته المظفرة.