اجتماعية مقالات الكتاب

رحلة الحياة

لا أعلم سر محبتي للبحر لكنني أشعر بقربه بمشاعر غريبة، أحيانا أشعر وكأنه صديق مقرب أفضفض له بأسراري، وأنا مطمئن أنه لن يخبر بها أحداً، وفي لحظات السكون يتدفق علي إلهاماً، وكما قال الروائي السوري‏ حنا مينه “إن البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى أن معظم أعمالي مبلّلة بمياه موجه الصاخب”.

وفي هذه الخاطرة قذفتني أمواج البحر العاتية على متن السفينة وهي تصارع العاصفة وكأنها الحياة ونحن في فضائها.
إن رحلة الحياة تشبه الإبحار عبر البحار المتغيرة المتلاطمة باستمرار؛ لا يتعلق الأمر بالتحكُّم في الأمواج، بل يتعلق الأمر بكيفية تسّخير قوتها لتدفعنا إلى الأمام، وقد قال أرسطو : “لا يجب علينا الإنتظار حتى يهدأ البحر، بل يجب علينا تعلُّم الإبحار في البحر العاصف.”

لا أحد يستطيع التحكُّم في الطقس، لكن البحار الجيد يمكنه التعامل مع سفينته في أي طقس، فالبحار الهادئة لا تصنع بحاراً ماهراً أبداً. وكما قيل في مثل إنجليزي جميل :«كل إنسان قبطان في البحر الساكن»

عواصف الحياة لا مفر منها ،وحتى نتجاوزها بسلام وإتقان ،نحتاج قيادة مشاعرنا أولا وقبل كل شيء، وهذا يجعلنا نفعل خاصية المرونة النفسية، إن عدم القدرة على التنبؤ بالحياة يشبه الطقس الخارج عن إرادتنا. ما يمكننا القدرة عليه هو استجابتنا، والتغلُّب على التحدّيات بمرونة ومهارة.
‏لا ندع الطقس يمنعنا من الوصول إلى الشاطئ، من خلال التركيز على ما هو تحت سيطرتنا، يمكننا أن نحقق أشياء أعظم ممّا نتصور.

‏فاصلة:
‏كن قائد مصيرك، دون أن تردعك العاصفة، ففي الشدائد اكتشف قوتك، وابحر للأمام.

Faheid2007D@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *