يعتمد إنقاذ المواقف الصعبة خبرات عديدة في الحياة، ويلعب بعض الأشخاص دور المنقذين بطبيعة شخصياتهم ، فهم يمتلكون المهارات اللازمة لفهم الواقع ،وعلاج المشكلات التي قد تواجههم ،أو تواجه الأفراد المحيطين به ،وهذا سلوك جيد و مثمر جداً، فهو يقود إلى نجاح عملية تجاوز العقبات و لكن وفق ضوابط محددة.
ويتعين على المنقذ أن يكون مستعدًا لتقديم الحلول لكل من يطلبوا منه المساعدة ،وهذا يعود على النفع العام على جميع الأطراف ،وكون أن الفرد يمتلك شخصية منقذة ،فهذا يجعله متميزاً بين أقرانه بسبب عطائه المستمر للجميع ،وامتلاكه لطاقة عالية في خدمة الآخرين دون الشعور بالاستغلال، لأنه يمنح نفسه فرصة العوائد التي هو بحاجتها في تنمية شخصيته أكثر وأكثر.
ويختلف دور المنقذ عن متلازمة البطل، فالذين يلعبون دور الأبطال بشكل غير مقنَّن ،يتسبّبون بالفشل في تجاوز التحدّيات، و ذلك لعدة أسباب أهمها الرؤية التي تلازم صاحب متلازمة البطل ،وهي شعوره بأنه الوحيد الذي يستطيع معالجة الأمور، وحل المشكلات، و نظرته التحيزية لذاته و لقدراته ، وظنه بأنه يمتلك مهارات خاصة لا توجد لدى الآخرين.
وقد يميل صاحب متلازمة البطل إلى اختراع مشكلات، ثم يقوم بحلها ،ليظهر بعد ذلك أنه المتفرّد في حل المشكلات ،وهذا ينبع من ضعف تقديره لذاته، و عدم اتزانه ،ومحاولة إظهاره لصورته الذاتيه بشكل لامع ،دليل على وجود بعض الخلل في شخصيته ، وهذا ما يجعل الآخرين في حالة استنفار منه بسبب مزاحمة الجميع و تقّليل قدراتهم.
و لنيل التميز في المجتمع ،عدة عوامل منها امتلاك الثقة الكافية التي تجعل الأفراد قادرين على أن يثقوا بالآخرين ،وعلى الاعتراف بنجاحاتهم ،والإشادة بمستوى تقدمهم ،وممارسة دور البطل على الآخرين، يقود صاحبه إلى الأنانية وحب الذات ،والعجرفة ،ولا يوجد فرد يمتلك قوة سحريه خارقة لمعالجة المشكلات جميعها، إنما يكمن حل المشكلات في امتلاك القدرات و المهارات المطلوبة لحلها.
fatimah_nahar@