لا شك أن عودة دوري روشن للركض في المضمار مؤخراً، قد أنعشت الشارع الرياضي، وأعادت الحماس وألهبت المشاعر وأشعلت الأقلام، فدورينا أصبح ذات أهمية عالمية، قبل أن تكون عربية أو محلية، وكل ذلك بسبب الحراك الكروي، الذي أصبحت المملكة العربية السعودية من خلاله قمراً تُحيط به النجوم.
ورغم كل الإيجابيات التي تُحيط بالشارع الرياضي بلاعبيه ومدربيه وإعلامه، ولكن (الزين ما يكمل)، وذلك ما وجدنا عليه أنديتنا بعد العودة إلى المسابقات الكروية.
فجميع الفرق السعودية- إذا ما استثنينا نادي الهلال- كان واضحاً عليها مدى التأثر البدني وسوء التحضير الفني، وذلك ما جعل بعض المباريات تظهر بشكل باهتٍ، بل وممل أحياناً، وهذا ما لم يكن في الحسبان- لا للأندية، ولا لرابطة الأندية المسؤولة عن جداول المباريات والنشاطات الرياضية.
فالتوقف الذي كان لمدة تقارب الأربعين يوماً؛ بسبب فعاليات كأس الأمم الآسيوية في قطر، كان له ما له من ضرائب بدنية دفعتها الأندية من لياقة اللاعبين.
لذلك، يجب أن تكون هناك نظرة مستقبلية ثاقبة من الاتحاد السعودي لكرة القدم للتعامل بشكل أفضل مع مثل هذه المناسبات، خاصة أننا على أعتاب توقف دولي جديد؛ بحيث تكون هناك خطط توازن مناسبة، تساعد على أن لا يتأثر دورينا بشكل مباشر أو غير مباشر بالمشاركات الخارجية للمنتخب والعكس صحيح، خصوصاً في البطولات المجمعة ذات النفس الطويل.
فنحن اليوم ما بين شهريّ فبراير ومارس، والجميع يعلم أن الدوريات في أغلب دول العالم تكون في ذروة نشاطها الكروي في مثل هذا الوقت؛ بحكم أن المتبقي من المسابقات يكون في غالب الأمر في الدور الثاني من الدوري، أو في حالات اقتراب الحسم صعوداً وهبوطاً، أو مباريات كؤوس وغيرها، والذي من المفترض من خلاله أن تكون المباريات في عز نشاطها وقوتها، وهذا ما لم عليه دورينا في جولاته الأولى بعد الخروج المؤلم من كأس الأمم الآسيوية.