الحركة التي صدرت من قائد النصر البرتغالي كريستيانو رونالدو، خلال النزال الذي جمع فريقه أمام الشباب دورياً على ملعب الأخير، لم تكن مبررة البتة، ومحل استهجان جُل الرياضيين بمختلف ميولهم، ويرفضها الذوق الرياضي وأخلاقيات مجتمعنا، الذي يمقت مثل تلك التصرفات قولاً وفعلاً. أعيد القول: الحركة اللا أخلاقية أمام مَرْأَى الجميع، وتحديداً من جماهيرنا العزيزة التي يتواجد بها الابن والأخ والأخت والأم والأب. لا شك أن الأمر يحتاج ردعًا من لجنة الانضباط؛ لكبح جماح مثل تلك التصرفات، خاصة أن اللاعب كريستيانو يمثل قدوة، وبالتالي التصرفات الجيدة تعكس صورة إيجابية، وتسهم في تحقيق الأهداف التربوية، وكرة القدم هي ملامح أخلاقية قبل أن تكون فوزًا وخسارة، فهل من رادع لمثل تلك التصرفات؛ لكي لا تستشري في ملاعبنا ويسهل تمريرها، والأكيد أنها مرفوضة في أطياف الأخلاق، ولا أعتقد أن هناك من يُقرها أو يراها بعين العافية، والأمل كبير أن نرتقي بدورينا فنياً وأخلاقياً؛ لأنه يمثل واجهة مضيئة لكل من يعشق الأداء الكروي. ما حدث في ملعب الشباب من البرتغالي؛ ليست الأولى أو الثانية.
اللافت أن إدارة الشباب تتجه لتقديم شكوى رسمية للجنة الانضباط والأخلاق ضد التصرفات، التي صدرت من اللاعب كريستيانو تجاه جماهير فريقها، وهذا موقف إيجابي يحسب لإدارة الليوث. عموماً فريق الشباب قدم أجمل مباراة له هذا الموسم وكان قريبًا من حسم المعادلة؛ عطفاً على الفرص التي سنحت له ولاح بالأفق الظهير الشبابي متعب الحربي، الذي يمثل ركيزة مهمة في خارطة البيت الأبيض، وبات الحربي الأفضل في الشق الأيسر على صعيد الكرة السعودية، ولا شك أن تغييرات المدرب الشبابي في الرمق الأخير ساهمت في الخسارة، بعد أن فرغ الهجوم. وفي حائل، رسم فريق الأهلي لوحة جميلة، وتغلب على ظروفه وقلب الطاولة في وجه مضيفه، وظهر أهلي زمان؛ أداء وعطاء وشخصية، وأعتقد أن القادم مضيء للقلعة الخضراء، ولن يقبل إلا بالتمسك بأحد أضلاع مربع الكبار، في حين واصل الاتحاد مكاسبه بقيادة مهاجمه حمدالله الذي يعد الأبرز في خارطة النمور، والهلال لا يزال متمسكًا بالصدارة بين مد وجزر في الصراع الآسيوي والمحلي، وتبقى المقابلات الثلاث التي تجمعه بالاتحاد في مشوار الدوري وآسيوياً حديث الشارع الرياضي، ومفصلية للفريقين، وتحديداً للهلال؛ للحفاظ على معطيات عديدة، فرغم الانتصارات المتتالية التي تجلت إلا أن الفريق لم يحقق حتى الآن مكتسباً على أرض الواقع، والنصر هو الآخر يطارد المتصدر، ويتقدم آسيوياً ويبقى العين الإماراتي محطة صعبة لن يمر منها بقدر السهولة التي لاحت خلال لقاء الفيحاء، والكلمة الأخيرة لمن يحافظ على وهجه ومكاسبه محلياً وخارجياً.