يعدّ الإنسان منذ قديم الزمان ، طبيب نفسه الأول، فهو يراقب ذاته بشكل مستمر حتى لا يصل إلى حالة يحتاج فيها زيارة الطبيب و ذلك عن طريق الاعتناء الأولي بالذات ومراقبة نمط و هذا أمر جيد و يصبّ في سلامة الفرد الجسدية والنفسية بشكل عام.
وقد يبالغ البعض في الاهتمام بالذات من الناحية الصحية و قد يهمل هذا الجانب الصحي بشكل كبير ، وغالباً ما تؤول الأمور إلى أدنى مستوياتها و ذلك ليس بسبب المرض او الاهتمام ، بل يعود السبب إلى عدم الاتزان في هذا الجانب و الذي يسبب خللًا في طريقة تعامل الفرد بذاته و عدم قدرته على تمييز ما يشعر به هل هو حقيقي أو متوهم .
وحينما يبالغ الفرد في الخوف من مرض محدّد أو من جميع الأمراض بشكل عام ،فإنه يجد نفسه مريضًا ، وذلك بسبب أن الخوف يشكّل تهديدًا حقيقياً على
الصحة مباشرة بشكل عام ،وعلى الصحة النفسية بشكل خاص ،وتعود الأسباب إلى أن الفرد في مرحلة الخوف هذه ،، قد يصاب بقلق و توتر مستمرين،
كما أن بعض الأفراد يلجأون إلى افتعال المرض مع محاولة اثبات صحة كلامه عن الأعراض التي يشعر بها حتى يكون مُصدقًا ،كما أنه يفتعل عراضاً متنوعة و غير متناسقة عن حالته الصحية ،وقد تعود الأسباب إلى حاجتهم لتغذية عواملهم النفسية من خلال الحصول على الاهتمام أكثر من الآخرين وربما تكون أسبابهم الخاصة لهذا الافتعال.
ولا يخفى علينا أن اضطراب الشخصية ،قد يكون سببًا كامنًا وراء هذا الافتعال ،وعلى الفرد أن يعي تمام الوعي في هذه المرحلة ،أن هذا الافتعال قد يصبح حقيقة ، وعليه أن يتدارك الوضع وصولاً إلى الاتزان النفسي و الصحي و التوكل على الله و الأخذ بالأسباب و عدم السماح بالقلق والخوف أن يسيطران عليه و تحديد الأسباب التي تجعله مفتعلاً ،ومعالجتها وتذّكير ذاته بأخطار الإفتعال الوهمي.
fatimah_nahar@