اجتماعية مقالات الكتاب

تخفيضات شهر رمضان

المشهد يتكرر في كل عام: إنهم يبيعون في شهر الخير والرحمة ، ويثرون فيه ثراء فاحشاً!
ليت هذه المناظر تنتهي ،ولن ينهها من يستفيد منها، ويجني منها الملايين.

ومثال على ذلك الأسبوع الماضي ،حين عمد أحد الأسواق في الرياض إلى إجراء تخفيض كبير على مشروب تم ربطه بشهر رمضان المبارك، فتهافت الناس على هذه السوق واستنفرت الأسر كل أفرادها لأنه جرى تقنين الكمية المباعة لكل مشتر!
مناظر لم تكن حضارية ،ولا تليق ببلد يسابق الزمن ليصل إلى مكانة تليق به، ثم يأتي تجار جشعون ليتسبّبوا في مثل هذه التشوّهات البصرية ،ولا هدف لهم سوى جني أرباح طائلة.

ما نأمله ،ألا تمضي مناظر كالتي حدثت في الرياض الأسبوع الماضي دون وقفة متأنية لدراستها ، بهدف الخروج بتقنين دقيق لحركات التخفيضات التي تتم في المناسبات الدينية والوطنية.

وأول قانون نقترح فرضه، هو أن التخفيضات التي يتوقع أن تجذب عشرات الآلاف من الناس، لا يصرّح بها مطلقاً ،سوى للأسواق التي يكون لها فروع منتشرة في كل أحياء المدينة ،بشرط أن تكون التخفيضات في كل الفروع، وأن تتوفر الكميات فيها طوال مدة التخفيضات ،وأن يكون هناك أناس يتم تحميلهم مسؤولية أي خلل في التنظيم أو نقص في الكميات، وتكون أسماؤهم معروفة لدى الجهات التي صرحّت بالتخفيضات وأذنت لها، وأن تكون هناك مراقبة لحظية لكل المواقع.

من نافلة القول، التأكيد على أهمية ألا تكون التخفيضات‬ سبباً في إحداث ارتباك وفوضى بين جمهور المستهلكين في الأسواق.
ومن نافلة القول أيضاً،أن الناس غير ملامة عندما تندفع للاستفادة من تخفيض معيَّن، لكن هل يُتركَ لتاجر همُه الربح ، أن يُحدِث أو يتسبّب في فوضى وارتباك في الأسواق وتزاحم ووقوف خاطيء في الشوارع المحيطة، بسبب اندفاع للحصول على مشروب لا فائدة صحية منه.

لقد تسبّب ذلكم السوق في فوضى بين الناس بسبب تخفيض كبير في سعر مادة غير أساسية ووضع أياماً معدودة لذلك.
إن أي تحركات في الأسواق ، يفترض ألا تُخِلَ بالنظام العام في حياة الناس ، ولا بانتظام حياتهم ولا بهدوء وطمأنينة حياة السكان بشكل عام.

وعمليات التخفيضات بخاصة تلك التي تحدث قبيل شهر رمضان‬ المبارك، ينبغي أن تنتهي، وأن تتم المحافظة على هدوء الناس ،وانتظام حياتهم دون تخفيضات لا يستفيد منها سوى تاجر همُه الربح فقط.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *