جدة – ياسر خليل
أكد مختصون لـ”البلاد”، أن تعزيز الحالة النفسية ضروري لمواجهة مشكلة تأخر الحمل عند بعض السيدات، فبعضهن يصبن بحالة متقلبة وخصوصًا المتزوجات حديثًا بعد تأخر الحمل لأكثر من نصف عام، إذ إن أكثر التساؤلات المحيطة بالعروس من الحموات والصديقات والقريبات، بعد مرور شهور، مقولة “حملك تأخر”، والتي تجعلها في وضع لا يحسد عليه نتيجة عدم وجود إجابة واضحة.
بداية يقول استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا إن فرصة حدوث الحمل عند المتزوجات حديثًا قد تمتد إلى شهور، وهو أمر طبيعي لا يدعو للقلق، ولكن حينما تصل الفترة إلى عام فهنا لابد للزوجين مراجعة الطبيب المختص، فتأخر حدوث الحمل بعد الزواج إلى بعض الشهور لا يمثل أي مشكلة أو أي مؤشر للعقم، لأن فرصة الحمل واردة في أي وقت خلال العام الأول من الزواج، وخصوصًا أن الهرمونات تبدأ تشهد تغيرات جسمانية لدى الفتاة بعد الزواج بخلاف المرحلة السابقة، وبالتالي فإنه لا داعي للقلق من تأخر الحمل، ولابد من أن تتأكد هنا الزوجة أنها على موعد مع التبويض في أي لحظة بإذن الله، والأمر الآخر المهم أن للعقم أسبابًا وقد تمثل أحد الطرفين، فهنا تكون خير نصيحة هو الصبر، وفي حالة تجاوز الموضوع مدة عام – كما أشرت- فهنا على الطرفين البحث عن المسببات ويشمل ذلك دراسة حالة الزوجين معًا.
وتابع أن مفهوم العقم يعني عدم القدرة على الحمل بعد مرور سنة أو أكثر من الزواج، إذ إن التقدم بالعمر يقلّل فرص المرأة للإنجاب بسبب قلة عدد البويضات مع تقدم العمر وقلة كفاءة البويضة للإخصاب، كما يمكن أن يكون سبب العقم عند الرجال عوامل مختلفة، ويتم تقييمه عادة بوساطة تحليل السائل المنوي، وأيضًا بعض المشاكل الصحية تزيد خطر حدوث العقم؛ لذلك على الأزواج عدم التأخر في زيارة الطبيب عند محاولتهم لحدوث الحمل، فيما يتم العلاج على أساس السبب، إما عن طريق الأدوية، وإما الجراحة، وإما التلقيح داخل الرحم، وإما تقنية الإنجاب المساعدة.
وأكد براشا أن ضعف الخصوبة متعلق بالعقم، وهو عدم قدرة المرأة على الحمل أو إكمال الحمل لنهايته، فالحمل يحدث نتيجة خطوات عدة وهي لا بد أن يطلق أحد المبيضين في جسد المرأة بويضة واحدة جاهزة للإخصاب، واندماج الحيوانات المنوية للرجل مع البويضة لحدوث الإخصاب، إذ تمر البويضة المخصبة عبر قناة فالوب لتصل إلى الرحم، بجانب إنبات البويضة داخل بطانة الرحم، وهنا يجب مراعاة أن العقم يحدث نتيجة حدوث مشكلة في إحدى هذه الخطوات السابقة.
وفي السياق يقول المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري: أمور تأخر الحمل والانجاب بعد الزواج أمر بيد الله ، فسبحانه وحده يدبر أمر العباد، ووحده يخلق ما في الأرحام من ذكور وإناث ووحده يمنع العطاء ويمنح لحكمة هو يعلمها وتقدير يقدره سبحانه.
وتابع: على المحيطين بالعروس عدم استفزازها بمثل هذه الأمور الشخصية وبمقولة “حملك تأخر” أو بعبارة “هل انتِ حامل”، والواقع أن جميع المحيطين وخصوصًا الحموات أو شقيقات العريس مسبوقين بحسن النية وهدفهم الفرحة واستبشار الخير بقدوم مولود جديد في العائلة، ولكن قد يكون الأمر عند العروس غير مقبول، لذا فالأفضل مشاركتهم الفرحة في أيامهم إلى أن تتوج هذه الفرحة بفرحة كبيرة بمعرفة حمل العروس.
وخلص الناشري إلى أن الطب تطور كثيرًا في جميع المجالات ومنها مجال علاج تأخر الحمل، فأن تعدى مرور عام على الزواج فهنا يمكن للزوجين البحث عن الوسائل المساعدة للإنجاب بعد زيارة المتخصصين ، مع التأكيد على أهمية جانب الدعم النفسي الذي يعتبر نصف العلاج في مثل هذه الحالات.
ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد مع الآراء السابقة إذ يرى أن من الأولى والأجدر أن لا تواجه العروس أي تساؤلات عن أسباب تأخر حملها، فهذا الأمر هو شخصي لأبعد الحدود ومرتبط بالزوجين فقط، كما أن الضغط على العروس بالتساؤلات حول تأخر الحمل قد ينعكس سلبًا على نفسيتها، وقد أظهرت دراسة علمية أن ارتفاع مستوى الضغوط النفسية عند المراة السليمة بدنياً، قد يؤدي إلى تأخر الحمل، وقام علماء في جامعة أكسفورد بقياس هرمونات التوتر عند النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب فوجدوا أن أكثرهن تعرضاً للضغوط النفسية والتوتر تقل فرصتهن في الحمل.
وشدّد الحامد على ضرورة أن يكون موضوع تأخر حدوث الحمل بعد الزواج بين الزوجين فقط، فهما الأقدر على مواجهة المشكلة بالتفاهم والألفة وبعيدًا عن التوتر والقلق، حتى يستطيعا اتخاذ خطوات التشخيص والعلاج بارتياح نفسي وبعيدًا عن الضغوطات الخارجية من أفراد الأسرة.