يوافق 22 فبراير من كل عام ذكرى وطنية تسرد أمجاد ثلاثة قرون ومسيرة بناء مستمر لمملكتنا الحبيبة تلك الأرض الغارقة بالتاريخ والتقاليد والأصالة والتي أصبحت تخطو خطوات ثابتة بكافة المجالات على مرّ السنين ، حيث شهدت هذه الأمة المباركة ، رحلة تحويلية فتحت أبواب السعودية وثقافتها علي العالم وقدمت له تراثها الغني، وسياساتها القوية، وسلّطت الضوء علي طبيعتها الخلّابة، والتطورات الحديثة التي شهدتها في كافة المجالات والاتجاهات والتطورات الرئيسية التي شكلت المشهد السعودي، في السنوات الأخيرة قامت المملكة بإعادة تعريف صورتها من خلال احتضان التنوع الثقافي وتعزيز صناعة السياحة الديناميكية ،هذا التحول كان مدفوعًا بمبادرة لرؤية 2030، والتي تسعى للتنويع الإقتصادي للبلاد وتعزيز مجتمع أكثر انفتاحًا وشمولاً، ولا شك أن المملكة قطعت شوطاً طويلاً لتعزيز مكانتها السياحية حيث ركزت الدولة للحفاظ على تاريخها الثقافي وظلت ملتزمة للحفاظ عليه علي سبيل المثال حي الدرعية والذي يعود تاريخه للقرون الوسطى ويعدّ موقعاً أثرياً شاملاً يمنح نظرة للسياح على ماضي المملكة من خلال عرض تاريخ البلاد وهندستها المعمارية وتقاليدها الإبداعية، وكذلك إستعراض التاريخ من خلال استضافة المهرجانات والفعاليات، وإصلاح المعالم التاريخية، ودعم الفنون والحرف التقليدية ونجحت تلك السياسات بتوسع خيارات الترفيه وجذب السياح من أنحاء العالم.
كذلك لعبت التكنولوجيا دورًا محوريًا بمسيرة التقدم، وقد أدى التقدم التكنولوجي لتحسين كفاءة نظام الإتصالات للمواطن والسائح، ما سمح له للقيام بالمزيد من المعاملات بشكل رقمي حديث وسريع.
ولا شك أن القيادة تولي قدراً كبيراً من الاهتمام بمجال الرعاية الصحية، حيث تزايدت أعداد المستشفيات والمعاهد والمراكز الصحية مع إنشاء شبكة من المستوصفات مع ضرورة التوصيات الحكومية بتدريب السعوديين والسعوديات للإستفادة من خبرات أبناء الوطن.
وكذلك يحظى التعليم بأولوية قصوي من قبل الحكومة حيث توسع التعليم العالي بوتيرة ملحوظة ما جعل المملكة تنجح في تحسين مكانتها كمركز علمي إقليمي ساعد في المنافسة بالعلوم على المستوى الدولي.
أيضاً العديد من وسائل التسلية التقليدية والحديثة شكّلت مشهد التنمية : ففي كرة القدم حدث تغيرات جعلت كرة القدم السعودية تحظى بشعبية عالمية واسعة بعد توسع أنشطة الغوص والسعي العريق لطورت سباقات الهجن والتي بدأت في العام 1974، وهي إحدى أهم المسابقات الرياضية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء المنطقة، مع تشجيع الحكومة المستمر للمجال الرياضي وألعاب القوى من خلال بناء المرافق الرياضية والترفيهية في جميع المناطق وتأسيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية عام 1964 ، والتي تم الاعتراف بها دولياً في العام التالي.
وسياسياً ، دائماً ما سعت المملكة لتقديم الدعم للحفاظ على الوضع الراهن الإقليمي بالمنطقة من خلال استخدام مواردها الدبلوماسية والعسكرية للحدّ من آثار الإضطرابات في البلدان المجاورة وإستقرارها، جنباً إلي جنب ، وتمشياً مع هذه الجهود المباركة، بدأت الحكومة في تنفيذ عدد من الإصلاحات الاجتماعية الداخلية لزيادة الموارد، منها رؤية 2030 وهي البرنامج الشامل لتقليل اعتماد المملكة العربية السعودية على عائدات النفط من خلال تنويع اقتصادها وجعله أكثر انفتاحاً على الاستثمار الأجنبي، منها مدينة نيوم والتي ينظر إليها اليوم على أنها مركز تجاري وصناعي مبتكر على طول البحر الأحمر.