اجتماعية مقالات الكتاب

السلحفاة والأرنب والسندريلا ..لا تساير واقعهم

إن قضايا الأطفال وتربيتهم في عصر طوفان المعلومات ، مسألة مهمة فهُم كل مستقبلنا، وقد أضحى الإرتقاء بالكتب والمؤلفات الخاصة بهم أمراً مهماً للوصول إلى إعدادهم ذهنياً وحضارياً ليتسنّى لهم مجاراة التقدم العلمي والمعرفي.

لدينا كُتاب كثيرون للأطفال، لكن لدينا شحّ في الكتابة في القصص والكتابات الخاصة بالأطفال مع وجود بعضها باللغة العربية كثير منها كتابات قديمة لا تتماشى مع طفرة عصرنا ولا تواكب المستجدّات التي ينبغي على أطفالنا معرفتها ومسايرتها.

نريد قصصاً لأطفالنا من الواقع الراهن، كتابات وقصص عن شبكات التواصل الاجتماعي عن الكمبيوتر عن الذكاء الاصطناعي عن كل مستجدات عالم اليوم التي يعايشها الطفل، فما عادت قصص مثل ليلى والذئب والسلحفاة التي فازت على الأرنب والأسد الذي لم يفترس الحمار الذكي أو ذات الرداء الأحمر أو السندريلا ما عادت مثل هذه القصص تساير واقعهم وتجد اقتناعاً منهم وتوفِّر فائدة لأطفال اليوم البارعين في استخدام كافة تقنيات العصر الحديث.

أطفال اليوم محتاجون للكتابات والقصص الواقعية الموجودة في الحياة والمواكبة للمستجدات ،الكتابات التي تحارب موضوع استغلال الطفل والعنف الموجه ضدّه وترسخ مبادئ القيم والأخلاق الفاضلة، كتابات وقصص متماشية مع الواقع الآن والتطور الموجود لتخاطب عقلية طفل اليوم الذي صار يناقش بفكر واع ويضطلع بأشياء كبيرة مختلفاً عن ذلك الطفل الذي كان يقتنع بالسندريلا وأن تجلس في بيتها حتى يأتيها فارسها وغيره.

كتابنا مجتهدون في الكتابة في كل مجال ونريد منهم أن يكتبوا لأطفالنا ولا يحتاج منهم ذلك كثير عناء فعقول أطفال اليوم صارت أكثر تفتُّحاً، فمطلوب منهم الكتابة للأطفال ” القراء الصغار” وتحويل تلك الكتابات والقصص إلى مؤلفات إلكترونية لتنزيلها لتكون في متناولهم.

نريد كتابات للأطفال تواكب رؤية 2030 ، كتباً وقصصاً بالعربية وبإنجليزية كتابنا حتّى لا نضطر للذهاب للمكتبات لشراء كتابات مترجمة من قبل آخرين لا تعكس واقع أطفالنا، كتباً وقصصاً لأطفالنا الذين يتعلمون في المدارس العالمية من هويّتنا وثقافتنا كعرب لا كتابات وقصص أجنبية معدّة لهم ليتقمصوا الثقافة الأجنبية.

إن هنالك بعض الأطفال والطلاب الموهوبين في الكتابة للطفل بالمدارس أوالجامعات ويلزمهم إجراء مسابقات في كل مستوياتهم لاختيار المواهب منهم، ولتكن مسابقة “الكاتب الصغير” ليكتبوا قصصهم الجميلة ومن المؤكد أنها ستصل للأطفال الذين في سنهم ويستوعبونها بصورة كبيرة، ويمكن أن تتبنى دور النشر تلك الإبداعات وتنشرها ليقرأها أطفالنا.
كما يقع على عاتق هيئة النشر بوزارة الثقافة تشجيع عملية الكتابة للأطفال بعيداً عن القصص الخيالية والتركيز على قصص موجودة في واقعنا المعاش ليتعلم منها الطفل مكارم الأخلاق.
كما أن الحاجة ماسة لإقامة معارض كتاب خاصة بالأطفال وكتاباتهم مرة كل سنة على الأقل.

• باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *