الأولى

المملكة تستشرف مستقبل المدن الذكية

الرياض- واس

تنطلق غدًا الاثنين فعاليات أول منتدى عالمي للمدن الذكية 2024م، الذي تنظمه سدايا” لمدة يومين في الرياض تحت شعار “حياة أجود”، بحضور دولي ومحلي كبير لنخبة من خبراء العالم في مجال بناء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي في مدينة الرياض؛ من أجل بحث موضوعات مهمة تتعلق بمستقبل هذه المدن وأثرها على المجتمعات البشرية؛ بهدف تشكيل رؤية طموحة لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية، ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطوير المدن لتحقيق تنمية حضرية مستدامة بما يعزز جودة الحياة.

يعد المنتدى نافذة دولية يستعرض من خلاله الخبراء والمتخصصون في التخطيط العمراني والتقنيون من 40 دولة أحدث ما توصلت إليه مشروعات بناء المدن الذكية عالميًا، ومنها المملكة في ضوء رؤية السعودية 2030 بجانب جهود المملكة في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، ناهيك عن التطرق إلى دعم جهود الحكومات حول العالم في تبني نماذج مبتكرة لحلول ذكية تساهم في رفع مستوى الخدمات والسلامة العامة؛ بما يعزز الاستدامة البيئية ليكون الإنسان فيها محور التنمية، وتحفيز رجال الأعمال من مختلف دول العالم على الاستثمار في بناء حلول ذكية تدعم الابتكار، وتحقق التوازن بين متطلبات الإنسان وازدهار اقتصاد المدن.

تنظيم وتطوير
شرعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) منذ إنشائها عام 2019م في أن تكون الممكن الرئيس لأجندة المدن الذكية في المملكة؛ بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل كما نص تنظيمها، إضافة إلى جهودها المتمثلة في إطلاق العنان لقيمة البيانات كأصول وطنية من خلال إنشاء سياسات ولوائح وتنفيذ مختلف المبادرات المتعلقة بالبيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه المملكة العديد مـن برامج رؤية المملكة 2030 التي تتناول في مستهدفاتها جوانب مختلفة من التحـّول الحضري فـي مجال تطوير المدن الذكية، كما توقع خبراء المدن الذكية أن ينمو سوق تقنيات هذه المدن في المملكة بما يقارب من 19.6 % تراكمي سنويًا بين عامي 2020 و 2027م، وأن تبلغ مساهمة المدن الذكية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نحو23 مليار ريال بحلول عام 2025م في ظل توقع تزايد الوفورات في التكاليف الناتجة عن عمليات نشر المدن الذكية على مستوى العالم إلى (249) مليار دولار بحلول عام 2028م.

ووفقًا لتوقعات الهجرة الحضرية في العالم الصادرة عن الأمم المتحدة فإن عدد سكان المناطق الحضرية في العالم سيصل إلى 68 % بحلول عام 2050م، ونتيجة لذلك ازداد الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية، كما توقع تقرير صادر عن شركة ماكينزي أن يصل الإنفاق على المدن الذكية إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025م، وقد يرتفع إلى 2.1 تريليون دولا بحلول عام 2030م، ويشمل هذا الإنفاق الاستثمارات في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.


منظومة ذكية
وبالنظر إلى أهمية البيانات والذكاء الاصطناعي في بناء المدن الذكية، فإن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” قامت من خلال أجهزتها: مكتب إدارة البيانات الوطنية (NDMO) ومركز المعلومات الوطني (NIC) والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي (NCAI)، بدور فعال في تطوير المدن الذكية في المملكة، وذلك في ظل ما تجده من دعم وتوجيه مستمرّين من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة لتضطلع بدورها المحوري.

وعليه عمل مركز عمليات الرياض الذكية كنقطة مركزية تستخدم البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد المؤشرات التشغيلية وتحليلها والتنبؤ بها في مختلف القطاعات في الرياض، بهدف معالجة تحديات المدينة، وتحسين جودة الحياة، والبنية التحتية والخدمات الحضرية، بينما تعمل المنصة الوطنية للمدن الذكية كنواة وأساس لجميع مبادرات المدن الذكية؛ لتوظيف حلول ذكية وفعالة للتعامل باستباقية لتحقيق عدد من الأهداف منها: تحسين المشهد الحضري، وخطط توسع الخدمات، وتخفيف الازدحام المروري وتقليل الحوادث المرورية الخطرة كما ساهم المركز في رفع مستوى السلامة على الطرق وخفض معدل ضحايا الحوادث..
وعلى المستوى العالمي، حافظت مدينة الرياض على مركزها كثالث أذكى مدينة عربية؛ وفقاً لمؤشر IMD للمدن الذكية بالعالم لعام 2023م، الذي صدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، بينما دخل المؤشر هذا العام لأول مرة مكة المكرمة محتلة الترتيب الرابع وجدة بالترتيب الخامس، والمدينة المنورة الترتيب السابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *