اجتماعية مقالات الكتاب

عقوبات أتمنى فرضها.. 2

عطفاً على المقال السابق بذات العنوان وذات المعنى، ولأنه كما ذكرت لكم : (السعودية اليوم تستحق التأمل والبذل والاجتهاد ليكون أهلها وكل من يقيم على أرضها جدير بها ، نتمنى أن نصل للدرجة التي يكون فيها السعودي مضرب المثل في الرقي والتعامل الحسن والسلوك المهذب في بيته وفي الشارع وفي مقر عمله وفي كل مكان داخل بلده وخارجها ، ومن لا يلتزم ولا يبذل جهده ليكون كذلك ، فيستحق التنبيه ولفت النظر والمحاسبة ، خاصة وأنه كما ثبت في الأثر : (الدين المعاملة والدين حسن الخلق) ومعاشرة الناس بالأخلاق الحميدة ، والمحافظة على المقدرات والنعم ، إنما هي واجب شرعي وعمل مسؤول يحاسب عليه الفرد .)

من هنا ، فالمرء مسؤول عن تصرفاته ، وليس هناك من حرية تبيح له إزعاج الآخرين ، أو التمادي فيما يشوِّه صورة الوطن، وهو مسؤول عن معرفته للآداب والقيِّم في تعاملاته (إن كان يجهلها) فليتعلم إذ لا عذر له.
لعلي هنا استكمل بعض الصور التي نشاهدها ، والتي أتمنى أن يُعاقب مرتكبوها وهي :

ـ خروج الأطفال من نوافذ السيارات، وهذا تصرف فيه خطورة ، ولا يراعي سلامة الصغار ، وتعويدهم على مبادئ الحفاظ على سلامتهم ، وهو تصرف من المناظر المزعجة للآخرين ، وغالباً ما يكون الأب السائق مشغولاً بالكلام ، والأم لاهية أيضاً ، والأطفال آخر همهما ، بل ربما يعتقدان أن في هذا التصرف متعة لأولادهما، هذه التصرفات من الصور التي أتمنى أن ترصدها الكاميرات وتوضع لها غرامات كبيرة، لأنه -للأسف- أن خسارة المال عند البعض ، أهون من خسارة الأرواح!

حقيقة لابدّ من التزام الناس بالمحافظة على سلامة الأطفال في المركبات ، والتزام تعليمات الحماية لهم، فاللهم احفظ الأطفال في كل مكان ،وسخِّر لهم من يحسن رعايتهم والاهتمام بهم.

ـ التحدث بالجوال بصوت مرتفع في المساجد وأماكن الانتظار في المستشفيات أو ما يماثلها ، والحقيقة أن هذا التصرف مستهجن جداً ومزعج للغاية، ففي مثل هذه الأماكن ،يمكن فرض العقوبات، واعتباره مخالفة، وعند الضرورة ،بإمكان الشخص استبدال المكالمة برسالة ، فما ذنب المريض المنزعج أصلاً من حالته؟ وما ذنب المتعبد في المسجد الذي ينشد الهدوء والسكينة بين يدي الله ومع كتاب الله؟ ما ذنبهما ليستمعا لأخبار المتحدث بالجوال كيف هي أوضاع بيته أو عمله أو مشاكله الخاصة؟

الغريب أن البعض هنا لا يهمهم شيئاً ، يتحدثون عن شؤونهم الخاصة بصوت مرتفع ، وكأن كل من حولهم يهمهم ذلك .
لا أكتمكم أمراً فإن المتحدثين بالجوال في المجالس ، لا يختلفون عن أولئك ، لكن لن أتوقع فرض غرامات عليهم ، فالمجالس الخاصة ، تختلف عن الأماكن العامة كالمساجد والمستشفيات، ودعونا نضم إليها قاعات الاجتماعات والمناسبات الرسمية والجامعات ودور العلم ، فمن اضطر للتحدث بالجوال، يستطيع اختيار المكان والوقت المناسبيْن، وهذا من أبسط آداب السلوك.

ـ الصراخ والفوضى أثناء استقبالات بعض الأشخاص في الأسواق والمراكز أو المقاهي والمطاعم ،حتى بات صراخ الجمهور السعودي صفة له، ونحن بدون شك لا نتمنى ذلك ، ثم أن هذه الأماكن من حق الجميع التجول أو الجلوس براحة فيها ، ويبدو لي هنا أن جزءاً كبيراً من المسؤولية يتحملها أصحاب هذه الأماكن من خلال كاميرات وتعليمات تمنع ذلك، فالتعبير عن الابتهاج ، أيضاً له آداب بعيدة كل البعد عن التصرفات المستهجنة ، والتي لا تليق بهذا الشعب الكريم، لا تليق ببناته وأبنائه ورجاله ونسائه، فيما كل أسرة تتحمل المسؤولية أمام الله وأمام المجتمع ، في توعية جميع أفرادها حيال كل أحوال الحياة ومنعطفاتها وطرقها وأسلوب التعامل معها، وتنبيههم إلى ما يجب ومالا يجب فعله، في حين تشارك المدارس في بثّ الوعي ونشر الآداب المطلوبة في الأماكن العامة.

اعتقد لو كل أسرة ألزمت نفسها بجلسة عائلية يومية أو أسبوعية ، تقدم فيها وجبة دسمة من القيم والأخلاقيات، تناقشها بكل حب وودّ وشفافية مع أبنائها وبناتها ، ولو أن كل معلم ومعلمة انتهزوا كل فرصة لتقييم سلوكيات الطلاب والطالبات في جميع المراحل التعليمية، وتعزيز القيِّم والأخلاقيات،لاستطعنا تجاوز الكثير من السلبيات في السلوكيات، فبناتنا وأبنائنا ثروة تستحق الإهتمام، ووطننا -ولله الحمد – أدهش العالم ، فيستحق أن يكون أبناؤه جديرين به.ودمتم.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *