أصبحت التجارة الإلكترونية ولوجستيات تشغيل طلبات توصيل الطعام عصب الحياة العصرية .. بل وتطورت وتحولت الى صناعة معقدة تواجه العديد من التحديات وأصبح لها تخصصات متعددة ومتفرعة ، مثل مراكز إتصالات العملاء وإجراءات تسجيل أوامر الشراء وتفنيدها وإعادة إرسالها الى مخازن البائعين ، والتي تقوم بدورها بتغليف الطلبات وإعادة إرسالها الى مخازن التوصيل ومن ثم شحنها على مختلف وسائل المواصلات الجوية والبحرية والسيارت الخ ، ومن ثم تصل الى المرحلة الأخيرة والمهمة لتسليمها للعميل.
تشير الإحصائيات الى أن طلبات توصيل الطعام والمواد الغذائية والمشروبات تدر أكثر من 1. 02 تريليون دولار امريكي حتي نهاية عام 2023 ، وهذا الرقم سيرتفع إلى 1.65 تريليون دولار بنهاية 2027. وتعتبر آخر مرحلة من توصيل الطلبات إلى باب العميل ، من أعقد عمليات التوصيل، بل وتعتبر المرحلة الحرجة وتعترضها الكثير من التحديات مثل توقعات العميل بوصول طلباته في أسرع وقت ممكن بل وبشكل فوري ، وفي حالة جيدة ، ودرجة حرارتها وفق معايير نوعية الغذاء وسلامته ،حيث أن درجة الحرارة تؤثر في الطعم ورضا العملاء.
والتحدّي الآخر، هو رغبة العملاء في متابعة مراحل إعداد طلباتهم وخط سيرها لحظياً، والتواصل مع ناقلها وهذا يتطلب تكنولوجيا تطبيقية متقدمة وشفافة.
والأمر الآخر الذي يجب أخذه في الإعتبار هو مفاجآت الطرق والأجواء والأمور الأخرى الخارجة عن إرادة مسؤول التوصيل ، الا أنه يجب أخذها بعين الإعتبار وإيجاد البدائل والإحتياطات لها عند إرسالها. كل ذلك يتطلب إدارة فعالة وتكنولوجيا متطورة وميزانيات سخية ووسيلة مواصلات متخصصة ومتوافقة مع متطلبات سلامة الطرق وسائقيها.
ولقد تعالت في الآونة الأخيرة ،الأصوات والشكاوى من فوضى مركبات توصيل الغذاء (الدبابات ) وعرقلتها لحركة المرور والسلامة ، لذلك أناشد جهات الإختصاص بالعمل على وضع تشريعات صارمة لتنظيم حركتها أو عمل مسارات خاصة بها ،أو البحث عن وسائل مواصلات بديلة لها ، وهذه فرص إستثمارية واعدة.
وأخيراً ، ضرورة إخضاع العاملين في هذا المجال للتدريب المكثّف لنقل طلبات الطعام والشراب والحفاظ علي السلامة العامة بكل جوانبها.