يخوض منتخبنا الأول لكرة القدم مساء اليوم خطوة هامة في السباق الآسيوي، المتمثل بدور الـ(16) وسيصطدم بالمنتخب الكوري الجنوبي، الذي اختار الأخضر السعودي عندما انزوى بقاربه صوب السفينة الخضراء متجنباً خطر الكمبيوتر الياباني، وهذا التصرف يحب ألا يمر مرور الكرام على الجهاز التدريبي ولاعبي منتخبنا لرد الاعتبار. عموماً محطة ثمن النهائي لا مجال فيها للتعويض، فالخسارة تعني المغادرة، ولهذا يتعين اللعب بحذر شديد من الناحية الفنية والظفر بالنتيجة الأهم في مثل هذا التوقيت، عندما اختار الكوري الجنوبي الأخضر السعودي ليلعب معه في تلك الدائرة وهرب بطريقته الخاصة من جاره الياباني، وكأن المشهد يكشف أن منتخبنا الأسهل بالنسبة للمنافس، وهنا الأمر يتطلب الرد من جانبين؛ الأول التأهل لدور الثمانية وهو الأهم، والآخر التأكيد للكوريين أنهم أخطأوا بالحساب عندما وقع الاختيار على الصقور، وننتظر الفوز المزدوج على أحر من الجمر؛ لتأكيد علو كعب الكرة السعودية وقدرتها على المواصلة؛ مهما كان حجم المنافس. الأخضر فاز في لقاءين أمام عمان وقرغيزستان، وتعادل مع التايلندي، والأخير يحمل ذات الطباع الفنية والأداء الذي يجسده الكوري، بمعني تطابق الأسلوب الذي ترسمه الكرة الآسيوية الشرقية، بالاعتماد على السرعة والتمريرات العرضية، وهذا النهج لن يكون صعبًا أمام المد السعودي في رحلة البحث عن الذات والتأكيد- بإذن الله- في ظل الدعم الجماهيري الذي يتوقع أن يملأ جنبات الملعب، علاوة على المشاهدين الغيورين من خلف الشاشات ينتظرون العبور لأفاق أوسع، ويقيني أنه لو تجاوزنا محطة ثمن النهائي سيكبر الأمل والشعور ويقترب الطموح بملامسة اللقب الغائب. الأهم أن نقف يداً واحدة لدعم قائد السفينة الخضراء الإيطالي مانشيني الذي بدوره يتطلب أن يضع خطه لتدمير جحافل الكوريين وإخراجهم من مسار الصراع. الأمر الآخر- لا قدر الله- لو خسرنا فلا يمكن توجيه اللوم لمانشيني؛ لأن هناك أسلحة نفتقدها والمتمثلة بالخط الأمامي، والسبب أن جميع فرقنا تستعين بمهاجمين أجانب وقد ولَّد ذلك فراغًا بدليل أن هجومنا لم يسجل إلا هدفًا وحيدًا خلال الثلاث مباريات الماضية بحلول من البديل غريب في نزال عمان، والواقعية مطلب، ويتعين على من سل سيوفه صوب المدرب لغرض في نفس يعقوب أن يكون أكثر هدوءًا وتحرىًا للواقعية، التي ستفتح نافذة أكثر رحابة في استجلاب الحقيقة وسيرى الأمور مختلفة، هذا إذا كان الهدف دعم الأخضر، وقبل أن يودعكم قلمي أحيطكم أنه لم يسبق للمنتخب الكوري الجنوبي الفوز على منتخبنا، وبإذن الله، يستمر المشهد بهذا التألق والتجلي.
وبعيداً عن الصراع الآسيوي والأفريقي ستتجه الأنظار خلال اليومين المقبلين صوب الرياض العاصمة لمتابعة الظاهرة رونالدو مع فريقه النصر وميسي مع ميامي، إلى جانب وصيف العالم فريق الهلال في مشهد كروي ضمن موسم الرياض، والأكيد أن الأمر لن يقف عند المتابعة المحلية، فالأنظار ستأتي من كل حدب وصوب.