قضية

مختصان لـ«البلاد»: عقوبات صارمة للمسافرين المخالفين.. حوادث الطيران الغريبة.. عبث بين طيات السحاب

جدة – ياسر خليل

شهد عالم الطيران خلال الفترة الماضية أحداثًا غريبة، تعد نادرة إلا أنها تركت الكثير من علامات الاستفهام عند الجميع؛ إذ اضطرت طائرة تابعة لشركة الطيران اليابانية، كانت متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للهبوط في طوكيو بعدما عضَّ راكب في حالة غير طبيعية ذراع مضيفة طيران، بينما صفع راكب آخر في الهند كابتن الطائرة التي كان على متنها، حين تم الإعلان عن تأجيل إقلاع الرحلة الجوية، بسبب سوء حالة الطقس.

حوادث عديدة تصدر من البعض يعاقب عليها القانون بشدة بما يصل إلى السجن والتعويض، بجانب وضع اسم المسافر على قائمة الممنوعين من السفر بالطائرة. لماذا تصدر وكيف تتم معالجتها؟

بداية، يقول أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود محمد كسناوي: رغم كون مثل هذه الحالات تحدث نادرًا في عالم السفر والطيران، إلا أنها تتسبب في العديد من الإشكاليات التي تؤثر على الآخرين، مثل تغيير وجهة الطيران لتسليم المسافر المخالف للقوانين إلى أقرب شرطة مطار؛ حفاظاً على سلامة الركاب من مشاكله، والتأخير الذي يحدث للمسافرين بسبب تصرفات فردية، فضلاً عن حالة الرعب والذعر التي تصيب الركاب.

وأكد البروفيسور كسناوي أن مثل هذه التصرفات غير مقبولة نهائيًا؛ مهما كانت المبررات، وخصوصًا في عالم الطيران الذي يشهد يوميًا الملايين من البشر يتنقلون من دولة لأخرى، وبالتالي فإن العامل الزمني يشكل أهمية للجميع، وأي تعطل بالتأكيد سيربك أجندة الأعمال؛ لذا يجب أن يكون الفرد على وعي كبير في التعامل مع الساحة الاجتماعية؛ تفاديًا وتجنبًا لأي عقوبات مترتبة، فضبط الحالة النفسية في مثل هذه الأمور أمر ضروري، حتى لا يتعرض الفرد لمشاكل قانونية هو في غنى عنها.


أما المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري، فيقول: مثل هذه الحالات التي حدثت موخراً في المطارات العالمية أمر مؤسف، فهناك أمور لا يمكن التحكم بها ومتعلقة بسلامة البشر، مثل عوامل الطقس، كما أن إلغاء الرحلات أمر وارد؛ نتيجة تلك الظروف، فتغيير الرحلة بسبب عامل الطقس لا يبرر لأي مسافر أن يهاجم الطيار بالصفع؛ مهما كانت حالة الغضب، فهذا الاعتداء له عواقب وخيمة، وفقًا للأنظمة والقوانين المرتبطة بعالم الطيران، أما قيام راكب بعض ذراع مضيفة؛ كونه في حالة غير طبيعية، فهذا سلوك مرفوض يجب أن يعاقب عليه بشدة، وأن اعتذاره بأنه في حالة غير طبيعية لا يبرر فعلته، فالقانون بالمرصاد أمام هؤلاء المخالفين للأنظمة.


وتابع الناشري: مهما كانت الحالة النفسية للفرد فهو مطالب بضبط أعصابه، وتحديدًا إذا كان الأمر مرتبطًا بعدد من الأشخاص، وليس فرداً واحداً، فعالم السفر والطيران خط أحمر ولا يقتصر على فرد دون الآخرين؛ بل هو مرتبط بالجميع، فأي تصرف وسلوك خاطئ ستكون انعكاساته سلبية على الجميع.

وأكد الناشري أن هناك عقوبات صارمة للمسافرين المخالفين للأنظمة والقوانين في مجال الطيران تنتهجها وتطبقها الدول تصل إلى السجن وغرامات عالية جدًا، ومن أهم المحاذير: عدم التدخل فى أعمال هيئة القيادة والعبث بالطائرة، أو الاعتداء على طاقم الطائرة أو الركاب المسافرين، عدم ارتكاب أى عمل من شأنه تعريض سلامة الطائرة أو طاقمها أو ركابها للخطر، ارتكاب أي أفعال على متن الطيران المدني تنطوي على عنف بدني، أو الاعتداء أو التحرش أو الممارسات المخلة بالآداب العامة تجاه أحد ركاب الطائرة، أو أي من أعضاء طاقمها؛ إذ تُعد هذه الأفعال من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *