سيبقى جيل 84م، الذي حقق كأس آسيا حاضراً في كل المناسبات، ولن تمحوه الذاكرة؛ مهما تقادمت الأيام وتوالت البطولات.
المنتخب السعودي عانق أكثر من منجز غير أن باكورة البطولات خالدة في الذاكرة، والأسماء التي سجلت المنجز حُفظت في القلوب، وليس بلوحة الشرف، فهذه الصفحة يتصدرها الكابتن خليل الزياني المدير الفني، والقائد التاريخي صالح النعيمة وماجد عبدالله وصالح خليفة والدعيع عبدالله، وعبدالجواد، والمصيبيح، ومحيسن، وشايع النفيسة- رحمه الله- والبقية التي يطول الحديث عنهم، ولن أزيد في الحديث عن منجز هذه البطولة، فالكابتن صالح النعيمة وضع النقاط على الحروف، وسرد كافة التفصيلات، حتى الكواليس التي لا نعرف عنها شيئًا قدمها بقالب مختلف، ولا تمل من طرحه رغم طول الذكريات ما بين (84-88) غير أن أبا فهد تحدث بلباقة، وكأنه راوٍ متمكن في تقديم القصص، رغم أنها الأولى له في مثل تلك الحوارات، وتذكرنا إبداعاته عندما كان لاعباً يمارس ويداعب معشوقته بفن يشار له بالبنان و(كاريزما) تختلف عن البقية. لن أطيل الحديث عن الذكريات التي قدمها القائد التاريخي بتفاصيل دقيقة، ولعل في جوانبها أشياء خافية لاحت للتو بعد مضي أربعة عقود ونيف، والسؤال لماذا مكتسب 84م متميز، والرد ببساطة أنه لا يمكن مقارنة إنجازات جيل الزياني والنعيمة وماجد عبدالله بمن حضر بعدهم، والتجلي يبقى دائمًا لهؤلاء ورفاقهم، باعتبار أن كبح جماح السقوط في البطولات والبحث عن التأهل لكأس العالم وفك العقد تلاشى بعد أن فُتحت البوابة في سنغافورة بهمة هؤلاء في الأراضي الماطرة والوحلة، التي تجاوزها فرسان السعودية في يوم مشهود، ولن ننسى لقاء الصين الذي دخلنا من بوابته لساحات البطولات، ثم حضرت آسيا الثانية والثالثة وتأهلنا لنهائيات كأس العالم ذات مرة بأجيال جديدة، وباتت المنتخبات التي تقف أمامنا ونشعر بالقلق عندما نواجهها؛ كالكويت والعراق والصين والكوريتين وإيران حيث باتت خارطتهم مكشوفة، وأصحاب الفضل هم جيل 1984م، لأن مرحلة البدايات تفوق ما بعدها، وسهلت لمن حضر من أجيال أخرى تعزيز المنجز، فتحية لمن فتح آفاق المجد ورسم خارطة طريق البطولات التي طال أمدها، وبإذن الله، سيكون كتابة التاريخ من جديد من بوابة عمان مساء اليوم في أراضي الدوحة التي شهدت تفوق الكرة السعودية وتحديداً ملعب لوسيل الذي شهد أغلى المكاسب السعودية كروياً، الأمر الآخر الذي أناشد فيه إخواني الإعلاميين الطرح الذي يهز مشاعر لاعبي المنتخب وغير اللائق، بقدر ما تم تناوله في قضية نواف العقيدي، لأن المدرب كشف كافة الجوانب حول كل التساؤلات عن العناصر المبعدة، وبالتالي يتعين التركيز في الميدان؛ لأنه السبيل لتحقيق الإنجازات، ونسعد بها بقدر المتعة التي تحلت في لقاء قطبي أسبانيا ريال مدريد والبرشا وخسره الأخير برباعية، وقلص الريال فارق عدد تفوق منافسه في منافسات السوبر.