الخطاب الملكي السنوي المهم الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في افتتاح أعمال السنة الرابعة للدورة الثامنة لمجلس الشورى، حفل بمضامين وإنجازات مهمة لبناء المملكة ومسيرتها بخطى ثابتة في النهضة التنموية على ضوء رؤية 2030 وأهدافها الطموحة، كما تناول محاور وطنية عدة ورؤية المملكة لمستقبل مزدهر مستدام. وأوضح بالأرقام من واقع المؤشرات العالمية النجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة في مجال التنمية المستدامة ونمو الاقتصاد السعودي بقطاعاته المختلفة وغيرها .
السياسة الخارجية للمملكة حُظيت بجزء مقدَّر من الخطاب الملكي الضافي ، الذي أوضح بجلاء نهج المملكة الثابت القائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول ، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وغيرها من المبادئ الحكيمة، ومن واقع مكانة المملكة الإقليمية والعالمية فقد عُقدت بها عدة قمم كبيرة لاسيما القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية لمجابهة ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة وما أسفرت عنه تلك القمة من إيجاد حراك عربي إسلامي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وإزاء هذا الخطاب الملكي الحافل بالإنجازات على مختلف الأصعدة في إطار المسيرة القاصدة لبناء السعودية الجديدة بموجهات القيادة العظيمة -أيّدها الله- لملك الحزم والعزم ، وولي عهده القائد الملهم عرَّاب الرؤى والأفكار الثاقبة، الذي يقودنا بهمَّة جبل طويق من إنجاز إلى إنجاز، وفي بلاد عظيمة شبه قارة ذات مكانة وتأثير في العالم بموقعها وتاريخها ومواردها وأهميتها الاقتصادية والدينية، فالمطلوب منّا جميعاً التكاتف والعمل بتفانٍ للإسهام في عملية البناء والتنمية. علماؤنا ومثقفونا يقع على عاتقهم وضع مؤهلاتهم وخبراتهم لخدمة هذا المشروع الوطني الكبير،الشباب والشابات لهم القدح المعلى بطاقاتهم وإمكانياتهم، المرأة لها دور مهم،حتى أطفالنا يمكنهم رفد هذا المشروع الوطني.
كما أن بلوغ ذلك ، يستلزم المزيد من الجهد ومضاعفة النجاحات، مدركين أن التغيير للأفضل، يبدأ من داخلنا، كما علينا مساعدة الغير والبعد عن الأنانية والذاتية ومشاركة الأفكار بغية التطوير بدءاً من بيئة العمل والمنزل والحي ، بجانب مشاركة حصيلة العلم والخبرات وأن ننمِّي في كل من حولنا حب العمل في إطار الفريق الواحد مع احترام عنصر الوقت وتشجيع كل مجتهد، والابتعاد عن النقد المثبِّط للهمم والتطلعات، وأن نبرز كل ما هو إيجابي وننشره ونطمس الإشاعات والأقوال الهدَّامة.
إن الجميع بما يملكه من مؤهلات وطاقات وإمكانيات، له دور في بناء الأمة السعودية الجديدة وفق رؤية 2030 الطموحة، وعليهم الثقة في إمكانياتهم وطاقاتهم وقدراتهم ، ومن ثم استنباطها وصياغتها في شكل مبادرات ورؤى عملية تكون إضافة، ورفداً لبناء أمة سعودية عظمى قائدة ورائدة في تلاحم ووفاء وولاء وحب لقيادتنا الرشيدة .
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@