تُعرف القوة فلسفيًا بأنها شيء غير ظاهر لكنه مستعد لأن يوجد إذا ما وجدت علَّته. و يرتبط ظهور القوة مع وجود العِلّة التي تحفزه على الظهور بالتزامن مع العِلّة التي تبرّر سبب ظهور القوة التي من خلالها يستطيع الفرد التحكم في تعاملاته مع ذاته في المقام الأول و من ثم المجتمع.
وكون أن الفرد يعيش في مجتمع ،و يمثل جزءاً من مجتمعه ، فمن المؤكد أن يتعامل مع أفراد مختلفي الطباع و الشخصيات ، وهذه التعاملات تضيف لمسيرته الخبرات ، و يكتسب من خلالها المعرفة والثقافة ،و قد يمرّ بظروف نفسية قاسية من خلال علاقاته الشخصية و فشل في أحد المجالات بشكل عام و تسير الحياة على هذا النمط صعودًا و هبوطًا فمرة يحقق نجاحًا و تقدماً و مرة يواجه فشلًا ذريعًا بغضّ النظر عن الأسباب وراء هذا الإخفاق ،و لا تكمن المشكلة الحقيقية في الفشل و لا في أسبابه لأن الأفراد الناجحين لا يرون في الفشل إلا فرصة لتحقيق النجاح من جديد ، بل تكمن المشكلة في عدم القدرة على التجاوز و التوقف التام عند هذا الحدّ من الفشل.
و يمتلك كل فرد القوة الكافية التي تمكنه مواجهة المواقف الصعبة بشكل سليم و متزن مع الوعي الكافي لتجاوز الأزمة مهما كانت شدّتها ،و قد يجهل الفرد قوته الكامنة في المواجهة بالرغم من وجود العِلّة التي تستدعي ظهورها و يختار أن يظل متعلقًا في مرحلة ما في حياته من مراحل فشله مع إطالة الندم و لوم الذات على ما فاته .
و لا يخفى علينا أن الصلابة تكتسب بالتصدع، وأن القوة تكتسب بالضعف ، والنجاح يأتي بعد الفشل، و على الفرد أن لا يبالغ في ردّة فعله ،و أن لا يبني إعتقادات حيال فشله في أمر، وأن يعي تمام الوعي، أن كل أمر مُر سيمضي ،و عليه أن يتجاوز بقوة ارادته، وأن يحارب الضعف بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لبناء مستقبله.
@fatimah_nahar